مکروه وفي عام 352ه أمر معز الدولة البويهي بإقامة العزاء على
الإمام الحسين (عليه السلام) في بغداد وذلک في يوم عاشوراء وکان لهذا الأمر آثاره الإيجابية في تطوير وإعمار مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وإنعاش مواسم الزيارة، بل وساهم في عمارة المرقد ولما کانت سنة 366ه زار عز الدولة البويهي المرقد الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) مما دعم حرکة الهجرة للحائر الحسيني وعمرانه. (تراث کربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 78).
وفي سنة 367ه استولى عضد الدولة البويهي على بغداد فعرج منها على کربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ثم أنه جعل زيارته للمرقد الشريف عادة سنوية (أعيان الشيعة: 1/ 628 عن تسلية المجالس).
وفي ظل اضطراب الأوضاع السياسية في العراق وتدهورها تمکن عمران بن شاهين - بعد حادثة طويلة - أن يوفي بنذره، فبنى المسجد عند مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) المعروف باسمه إلى الآن والذي يقع إلى جهة الشمال من الروضة وقد ضم فيما بعد إلى الحرم، أما الرواق الذي شيده فيقع إلى جهة الغرب من قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وهو أول من ربط حزام الحائر بالرواق والظاهر إن ذلک کان في عام 368ه ، (تراث کربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 39) (بحار الأنوار: 42/ 320) وفي عام 369ه أغار ضبة الأسدي على مدينة کربلاء وقتل أهلها ونهب أموالهم وسرق ما في خزانة الحرم المطهر من نفائس وذخائر وتحف وهدايا، وهدم ما أمکنه هدمه وذلک بمۆازرة بعض العشائر، ثم قفل عائداً إلى البادية فلما بلغ أمره إلى عضد الدولة أرسل في تلک السنة سرية إلى عين التمر وبها ضبة الأسدي فلم يشعر إلا والعساکر معه فترک أهله وماله ونجا بنفسه فريداً، وأخذ ماله وأهله ومُلّکت عين التمر عقاباً لنهبه مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) (تاريخچة کربلاء: محمد بن أبي تراب کرباسي حائري: 101).
وفي العام نفسه 369ه وعندما قام عضد الدولة بزيارته التقليدية للمرقد المطهر للإمام الحسين (عليه السلام) أمر بتجديد بناء القبة الحسينية وروضتها المبارکة وشيد ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) بالعاج وزينة بالحلل والديباج وبنى الأروقة حوالي مرقده المقدس وعمّر المدينة، واهتم بإيصال الماء لسکان المدينة والضياء للحائر المقدس وعصمها بالأسوار العالية التي بلغ محيطها حوالي 2400 خطوة وقطره حوالي 2400 قدم، فأوصل المدينة بترعة فأحياها وأوقف أراضي لاستثمارها لصالح إنارة الحرمين الشريفين أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) وبالغ في تشييد الأبنية والأسواق حوله وأجزل العطاء لمن جاوره من العلماء والعلويين (تاريخ کربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الگلدار: 171) کما أمر ببناء المدرسة العضدية الأولى، کما بنى بجنبها مسجد رأس الحسين (عليه السلام) وعلى أثر ذلک تضاعف عدد المجاورين لمرقده المقدس (مجلة الحوزة - القمية - العدد 72 الصفحة 173).
ولما کانت سنة 371ه واصل عضد الدولة زيارته التقليدية السنوية للحائر المقدس، ويبدو لنا أنه أشرف في هذه السنة على مراسيم الانتهاء من إعمار وبناء المرقد الحسيني المطهر (تاريخ کربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الکليدار: 172) وذکر الکليدار تفصيلات کثيرة جداً ضمن کتابه تاريخ کربلاء وحائر الحسين.
وفي أوائل القرن الخامس الهجري عام 407ه أصاب الحريق حرم الإمام الحسين (عليه السلام) حيث کان مزيناً بخشب الساج وذلک على اثر سقوط شمعتين کبيرتين في الحرم. وجدد البناء على عهد البويهيين غب ذلک الحريق، حيث قام الحسن بن الفضل وزير الدولة البويية بإعادة البناء نفسه مع تشييد السور، (تراث کربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 39- 40).
واستمرت القرون التي بعد القرن الخامس الهجري إلى توسيع وتحسين عمارة وبناء مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) توسيع وتطوير مدينة کربلاء وإدخال عليها المشاريع الکفيلة بتحسين الوضع لمصلحة المراقد الشريفة الموجودة في المدينة ولأجل ساکني ارض کربلاء من أهالي مدينتها.
الرجاء إدخال عنوان البريد الإلكتروني بشكل صحيح
أدخل عنوان البريد الإلكتروني
الرجاء إدخال النص