et/index.aspx?pid=43862" target="_blank">
أمير المۆمنين علي (
عليه الصلاة والسلام) ولذلک عمد إلى هدم قبر الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) أربعة مرات (تاريخ کربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الکليدار: 19).
أ) المرة الأولى: عام 233ه وذلک إثر ذهاب إحدى جواريه المغنيات إلى زيارة شعبان في کربلاء (موسوعة العتبات المقدسة قسم کربلاء: جعفر الخليلي: 258)، فأنفذ عمر بن فرج الرخجي لهدم ما عمره المأمون العباسي وأمر بتخريب قبر الحسين (عليه السلام) وحرثه، فلما صار إلى الناحية أمر بالقبر فمر بها على القبور کلها فلما بلغت قبر الحسين (عليه السلام) لم تمر عليه (بحار الأنوار: للمجلسي 45/ 398: ح8) ثم إن الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) رغم الاضطهاد والتنکيل عمدوا إلى تعمير مرقده الشريف وإنشاء البيوت من حوله (شهر حسين: محمد باقر عبد الحسين مدرس: 207).
ب) المرة الثانية: سنة 236ه حيث عمد المتوکل أيضاً إلى هدم الضريح المطهّر وملحقاته وزرعه بعد تسوية أرضه، کما أمر بهدم ما حوله من المنازل والدور ثم منع زيارة المکان وغيره من البقاع الشيعية المقدسة (تاريخ کربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الکليدار: 205) (مروج الذهب للمسعودي: 4/ 51) وهدد الزوار بفرض عقوبات صارمة عليهم، فنادى بالناس: من وجدنا عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق (موسوعة العتبات المقدسة قسم کربلاء: جعفر الخليلي: 258 - 93).
وأوعز مهمة الهدم لرجل يهودي اسمه إبراهيم الديزج فبعثه المتوکل إلى کربلاء لتغيير قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وإن الديزج حسب أمر المتوکل لم يکتف بهدم القبر وإنما ضرب ما حوله فهدم مدينة کربلاء کلها وأنه أوکل في أطرافها المسالح لمنع الزائرين من الزيارة بالعنوة وبعقاب القتل (تاريخ کربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الکليدار: 203) وجعل المتوکل عقوبة على زائري الإمام الحسين (عليه السلام) وهي قطع يده للمرة الأولى، ورجله للمرة الثانية (دراسات حول کربلاء ودورها الحضاري: 628).
والتقى أبو علي العماري بإبراهيم الديزجٍ وسأله عن صورة الأمر، فقال له: أتيت في خاصة غلماني فقط، وأني نبشت فوجدت بارية جديدة عليها بدن الحسين بن علي، ووجدت منه رائحة المسک فترکت البارية على حالها وبدن الحسين على البارية، وأمرت بطرح التراب عليه وأطلقت عليه الماء، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر، وکانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه، فحلفت لغلماني بالله وبالإيمان المغلظة لئن ذکر أحد هذا لأقتلنه (بحار الأنوار للمجلسي: 45/ 394: ح2) ويصف السماوي الحادثة کلها ومنها يقول:
ثم حرثنا الأرض لکن القبر تأتي إلى ذاک المقام وتذر وکلما تضرب للکراب تقهقرت تمشي على الأعقاب ثم مخرنا الماء فوق القبر فحار عنه واقفاً لا يجري (مجال اللطف: 2/ 26).
ويبدو أن محبي أهل البيت (عليهم السلام)، لم يترکوا قبر إمامهم على حاله بل عمروه بما يتناسب على رغم تضييق السلطات عليهم.
ج) الثالث: عام 237ه حين بلغ المتوکل أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) فيصير إلى قبره منهم خلق کثير فأنفذ قائداً من قواده واسمه هارون المعري وضم الوزير معه وغيرهم إضافة إلى إبراهيم الديزج لينفذ الهدم والحرث إضافة إلى الجند، ليشعِّث قبر الحسين (عليه السلام) ويمنع الناس من زيارته والاجتماع إلى قبره، ففعلوا ما أمروا به (بحار الأنوار: للمجلسي 45/397 ح5- 45/395/ح3) ويعلق عبد الجواد الکليدار (إن الطاغية لم يوفق في هذه المرة إلى مثل ما ارتکبته يداه في المرات السابقة وذلک تأثير الرأي العام من جهة ومن جهة أخرى تجاه المقاومة الفعلية الشديدة التي لاقاها جنوده من قبل الأهلين) (تاريخ کربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الکليدار: 209) ولم يزل زواره (عليه السلام) يقصدونه ويصلحون قبره الشريف عن الهدم المتکرر.
وفي سنة 240ه توجه الأشناني وهو من محبي أهل البيت (عليهم السلام) إلى زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) سراً برفقة أحد العطّارين فلما وصلا القبر الشريف جعلا يتحريان جهة القبر حتى عثرا عليه وذلک لکثرة ما کان قد مخر وحرث حوله فشاهداه وقد قلع الصندوق الذي کان حواليه واحرق، وأجري عليه الماء فانخسف موضع اللبن وصار کالخندق حول القب
ملف المرفقات: