ng>وقال الشاه لـ "سوليفان" بأن قادة الجيش يخضعون له بصورة کاملة، ولن يقوموا بأي تحرک للضغط عليه. وقال أيضاً بأنه يريد مغادرة إيران لدعم حکومة بختيار وليس في نية قادة الجيش القيام بانقلاب حالياً فهم يدعمون بختيار، وفي حالة فشله سيقومون بانقلاب عسکري ويمسکون بزمام الأمور. ثم أفاد الجنرال "هايزر" بأن قادة الجيش سيدعمون بختيار بکل تأکيد
.
وبعد أن فقد "سوليفان" السيطرة على نفسه أرسل لنا في 10 کانون الثاني برقية غير مؤدبة وندد متجاسراً بطلبنا من الرئيس الفرنسي الاتصال بالخميني، بدل أن نتصل نحن به وباستخدامه لعبارات مثل "خطأ فضيع، ربما لا يمکن تصحيحه" و"ضياع فکري" و"غير معقول" معرباً عن رفضه لممارساتنا. وأدرکنا بأنه ليس بمقدوره أن يقدم لنا تقريراً واضحاً عن الأوضاع في إيران، وکنت على يقين بأن "سوليفان" قد نفذ بعض تعليماتنا ـ لا أقول کلها ـ برغبة صادقة.
في الأسابيع الأخيرة وبسبب رأي "سوليفان" حول دعم الشاه وما حصل من تغيير فيه أدى إلى أن يفقد الشاه والمحيطون به ثقتهم وحتى بي أنا. ومنذ ذلک صرت أعتمد تقارير الجنرال "هايز" الذي کان يبدو لي معتدلاً وفعلاً في تنسيق آرائه "استقال سوليفان في شهر نيسان 1979م".
في 19 کانون الثاني خرج مليون إيراني [الأصح عدة ملايين] في مظاهرة طلبوا فيها بعودة [الإمام] الخميني، حين أعلن [الإمام] أنه ينوي تشکيل حکومة مؤقتة والعودة إلى إيران بعد 15 عاماً من النفي. واقترح بختيار على [الإمام] الخميني أن يترک الشعب الإيراني ليقرر نوع نظام الحکم الذي يريده واستمرار بقاء [الإمام] الخميني في باريس.
مغادرة الشاه إلى مصر ومن ثمة إلى المغرب کانت بداية النهاية والعد التنازلي له، فنحن کنا بانتظار خروجه هو والمحيطون به من إيران، وکانوا يوحون بأن هذا الغياب هو غياب مؤقت وليس بحدث تأريخي، لکن الحقيقة أکدت أنه کان نهاية الـ 38 عاماً من الحکم الشاهنشاهي.
ففي الأول من فبراير "شباط" اتجه [الإمام] الخميني إلى طهران واستقبله مئات الألوف [خطأ کارتر؛ کانوا ملايين] من أنصاره بحرارة.
الأمريکان في خطر:
خلال تلک المدة کنا منهمکين بترحيل الأمريکان الذين أرادوا مغادرة إيران، فمنذ بداية الأزمة استقدمنا "25" ألف أمريکي من إيران، وکان هناک "20" ألف أمريکي بعد. وقال "سوليفان" لا يمکننا الآن حماية الجالية الأمريکية باستثناء أعضاء السفارة وعليهم مغادرة إيران فوراً. لأن الملايين من الإيرانيين متواجدون في الشوارع والقتلى بالمئات نتيجة الاشتباکات مع القوى النظامية. وبالرغم من أن [الإمام] الخميني کان يصورنا في أذهان أنصاره بالشياطين، لکنه وبصورة عجيبة لم يلق أحد من الأمريکان أي أذى أو اعتداء. وبعد ذلک بأيام ـ وبسهولة ـ تفکک ونهزم الجيش الإيراني [کان يعتقد کارتر أن الجيش انضم إلى الثورة والشعب] وفي 11 فبراير استقال بختيار ونواب مجلس الشورى والشيوخ [لم يستقل بختيار ولا النواب وإنما هربوا من إيران وتمت تنحية الکثير منهم من السلطة بقوة الشعب]، بعدها استلم مهدي بازرکان رئاسة الوزراء وبدأ ـ بدعم من [الإمام] الخميني ـ في تقوية أرکان سلطته وبازرکان الذي انتخب أعضاء وزارته من المثقفين الذين درسوا في الغرب، تعاونوا معنا، فحکومته حافظت على السفارة الأمريکية وهيأت کل وسائل الراحة والأمان لمغادرة الجنرال فيليب غاست معاون الجنرال هايزر، وبعث لنا برسائل تعبر عن الصداقة والمحبة، ولم يخف بازرکان رغبته لإقامة علاقات صداقة طيبة مع أمريکا، وقد أعلن ذلک صراحة، لکنه واجه وبسرعة ثوار [الإمام] الخميني فقد کونوا شريطاً مسلحاً في جميع أنحاء إيران لملاحقة الشعب وتضييق الخناق عليه!!
ثم جاءنا خبر بأن راداراتنا وأجهزة الإنصات العسکرية المستقرة في شمالي إيران حوصرت من قبل الثوار، ولا يستطيع فنيونا مراقبة الصواريخ والتجارب الروسية على طول ال
ملف المرفقات: