ثم قالت - فى متصل كلامها - اءفعلى محمد تركتم كتاب الله ، و نبذتموه وراء ظهوركم ،
اذ يقول الله تبارك و تعالى : (و ورث سليمان داود) (279) و
قال الله عزوجل فيما قص (280) من خبر يحيى بن زكريا: (فهب لى من لدنك
وليا يرثنى و يرث من آل يعقوب ) (281) و
قال عز ذكره : (و اءولواالارحام بعضهم اءولى ببعض فى كتاب الله ) (282) و
قال : (يوصيكم الله فى اءولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) (283) و
قال : (ان ترك خيرا الوصية للوالدين و الاقربين بالمعروف حقا على المتقين )
(284) و زعمتم اءلا حظوة لى ارث من اءبى (285)، و لا رحم بيننا،
اءفخصكم الله باءية اءخرج نبى صلى الله عليه و آله منها؟! اءم تقولون
اءهل ملتين لا يتوارثون ؟! اءو لست اءنا و اءبى من
اءهل ملة واحدة ؟ اءم (286) لعلكم اءعلم بخصوص القرآن و عمومه من النبى صلى
الله عليه و آله ؟! (اءفحكم الجاهلية يبغون و من اءحسن من الله حكما لقوم يوقنون )
(287) اءاءغلب على ارثى ظلما و جورا؟! (288) (و سيعلم الذين ظلموا اءى
منقلب ينقلبون ) (289)
و ذكر اءنها لما فرغت من كلام اءبى بكر و المهاجرين عدلت الى مجلس الانصار، فقالت :
معشر البقية ، و اءعضاد الملة ، و حصون الاسلام ! ما هذه الغميزة فى حقى و السنة عن
ظلامتى ؟ اءما كان رسول الله صلى الله عليه و آله
يقول : المرء يحفظ فى ولده ؟! سرعان ما اءجدبتم فاءكديتم ، و عجلان ذا اهالة اءتقولون
(290) مات رسول الله صلى الله عليه و آله فخطب
جليل استوسع وهيه ، و استنهر فتقه ، و بعد وقته ، و اظلمت الارض لغيبته ، و اكتابت خيرة
الله لمصيبته ، و خشعت الجبال ، و اءكدت الامال ، و اضيع الحريم ، و ازيلت الحرمة عند
مماته صلى الله عليه و آله ؟ و تلك نازلة علن بها (291) كتاب الله فى
اءفنيتكم فى ممساكم و مصبحكم ، يهتف بها (292) فى اءسماعكم ، و لقبله ما حلت
(293) باءنبياء الله عزوجل و رسله (و ما محمد الا
رسول قد خلت من قبله الرسل اءفاين مات اءو قتل انقلبتم على اءعقابكم و من ينقلب على
عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين ) (294) ايها بنى قيله !
اءاءهضم تراث ابيه و اءنتم بمراءى منه و مسمع ؟ تلبسكم الدعوة ، و تشملكم
(295) الحيرة ، و فيكم العدد، و العدة ، و لكم الدار، و عندكم الجنن ، و اءنتم الاولى
يحبه الله (296) التى انتجب (297) لدينه و اءنصار رسوله ، و
اءهل الاسلام ، و الخيرة التى اختار لنا اءهل البيت فباديتم العرب ، و ناهضتم الامم ، و
كافحتم البهم ، لا نبرح ناءمركم و تاءمرون (298)، حتى دارت لكم بنا رحى
(299) الاسلام و در حلب الانام ، و خضعت نعرة الشرك ، و باخت نيران الحرب ، و
هداءت دعوة الهرج ، و استوثق (300) نظام الدين فاءنى جرتم (301)
بعد البيان ، و نكصتم بعد الاقدام ، و اءسررتم بعد الاعلان ، لقوم نكثوا ايمانهم :
(اءتخشونهم فالله اءحق اءن تخشوه ان كنتم مؤ منين ) (302) اءلا قد اءرى اءن قد
اءخلدتم الى الخفض ، و ركنتم الى الدعة ، فعجتم عن الدين ، و مججتم (303)
الذى وعيتم ، و وسعتم (304) الذى سوغتم ف (ان تكفروا اءنتم و من فى الارض
جميعا فان الله لغنى حميد) (305) اءلا و قد قلت الذى قتله على معرفة منى
بالخذلان الذى خامر صدوركم ، و استشعرته قلوبكم ، ولكن قلته فيضة النفس ، و نفثة
الغيظ، و بثة الصدر، و معذرة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناقبة الخف ،
(306) باقية العار، موسومة بشنار الابد، موصولة ب (نارالله الموقدة # التى
تطلع على الافئدة ) (307). فبعين الله ما تفعلون : (و سيعلم الذين ظلموا اءى
منقلب ينقلبون ) (308) و اءنا ابنة نذير (لكم بين يدى عذاب شديد)
(309)، ف (اعلموا... اءنا عاملون و انتظروا انا منتظرون ) (310)
قال
اءبوالفضل : و قد ذكر قوم اءن اءباالعيناء ادعى هذا الكلام ، و قد رواه قوم صححوه و
كتبناه على ما فيه .
و حدثنى عبدالله بن اءحمد العبدى عن الحسين بن علوان عن عطية العوفى اءنة سمع
اءبابكر يومئذ يقول لفاطمة عليهاالسلام : يا بنت
رسول الله ! لقد كان صلى الله عليه و آله بالمؤ منين رحيما (311) و على
الكافرين عذابا اءليما و اذا عزوناه كان اءباك دون النساء، و اءخا ابن عمك دون
الرجال ، آثره على كل حميم ، و ساعده على الامر العظيم ، لا يجبكم الا العظيم السعادة ، و لا
يبغضكم الا الردى الولادة ، و اءنتم عترة الله الطيبون ، و خيرة الله المنتجبون
(312)، على الاخرة اءدلتنا، و باب الجنة لسالكنا.
و اءما منعك ما ساءلت فلا ذلك لى ، و اءما فدك و ما
جعل اءبوك لك (313)، فان منعتك فاءنا ظالم ، و اءما الميراث فقد تعلمين اءنه
صلى الله عليه و آله قال : لا نورث ما (314) اءبقيناه صدقة .
قالت : ان الله يقول عن نبى من اءنبيائه : (يرثنى و يرث من
آل يعقوب ) (315)، و قال : (و ورث سليمان داود) (316) فهذان
(317) نبيان ، و قد علمت اءن النبوة لا يورث مادونها، فمالى اءمنع ارث اءبى ؟!
اءنزل الله فى الكتاب الا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله فتدلنى عليه فاءقنع
به ؟
فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ! اءنت عين الحجة ، و منطق الرسالة ، لايد
لى بجوابك ، و لا اءدفعك عن صوابك ، ولكن هذا اءبوالحسن بينى و بينك هو الذى
اءخبرنى بما تفقدت ، و اءنباءتى بما اءخذت و تركت .
قالت : فان يكن ذلك كذلك فصبر لمر الحق ، و الحمدلله اله الحق (318)
و ما وجدت هذا الحديث على التمام الا عند اءبى هفان (319)
اءقول : لا يخفى ذى عينين اءن ما الحقوه فى آخر الخبر لا يوافق شيئا من الروايات ، و لا
يلائم ما مر من الفقرات و التظلمات و الشكايات ، و سنوضح
القول فى ذلك ان شاءالله تعالى .
و لنوضح تلك الخطبة الغراء الساطعة عن سيدة النساء صلوات الله عليها التى تحير
من العجب منها و الاعجاب بها احلام الفصحاء و البلغاء، و نبنى الشرح على رواية الاحتجاج
و نشير اءحيا الى الروايات الاخر
قوله :
َاءجمع اءبوبكر: اءى اءحكم النية و العزيمة عليه . (320)
َ لاثت خمارها على راءسها: اءى عصبته و جمعته (321)،
يقال لاث العمامة على راءسه يلوثها لوثا اءى شدها و ربطها (322)
َ و الجلباب - بالكسر - يطلق على الملحفة (323) و الرداء و الازار
(324) و الثواب للمراءة دون الملحفة (325)، و الثوب كالمقنعة تغطى
بها المراءة راءسها و صدرها و ظهرها، و الاول هنا اءظهر
َاءقبلت فى لمة من حفدتها: اللمة - بضم اللام و تخفيف الميم - الجماعة (326)،
قال فى النهاية : فى حديث فاطمة عليهاالسلام اءنها خرجت فى لمة من نسائها تتوطا
ذيلها الى اءبى بكر فعاتبته ... اءى فى جماعة من نسائها،
قيل : هى ما بين الثلاثة الى العشرة ، و قيل : اللمة :
المثل فى السن و الترب .
و (327) قال الجوهرى : الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطة (328)، و
هو مما اءخذت عينه كسر (329) و مذ و اصلها فعلة من الملاءمة ، و هى الموافقة .
انتهى (330)
اءقول : و يحتمل اءن يكون بتشديد الميم .
قال الفيروزآبادى (331): اللمة - بالضم - الصاحب و الاصحاب فى السفر و
المونس للواحد و الجمع (332)
َوالحفدة - بالتحريك -: الاعوان و الخدم . (333)
َتطاء ذيولها: اءى كانت اءثوابها طويلة تستر قدميها، و تضع عليها قدمها عندالمشى ، و
جمع الذيل باعتبار الاجزاء اءو تعدد الثياب
َما تخرم مشتيها مشية رسول الله صلى الله عليه و آله ، و فى بعض النسخ : من مشى
رسول الله صلى الله عليه و آله ، و الخرم : الترك (334)، و النقص و
العدول ، (335)، و المشية - بالكسر - الاسم من مشى يمشى مشيا (336)،
اءى لم تنقص مشيها من مشيه صلى الله عليه و آله شيئا كاءنه هو بعينه ،
قال فى النهاية (337) فيه ما خرمت من صلاة
رسول الله شيئا، اءى ما تركت ، و منه الحديث : ((لم اءخرم منه حرفا)) اءى لم اءدع
َو الحشد - بالفتح و قد يحرك - الجماعة (338)
و فى الكشف : (339) ان فاطمة عليهاالسلام لما بلغها اجماع اءبى بكر على
منعها فدكا لاثت خمارها و اءقبلت فى لميمة من حفدتها و نساء قومها، تجر اءدراعها، و تطاء
فى ذيولها، ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه و آله ... حتى دخلت على اءبى
بكر - و قد حشد المهاجرين و الانصار - فضرب بينهم بريطة بيضاء، و
قيل قبطية ... فاءنت اءنة اءجهش لها القوم بالبكاء، ثم اءمهلت طويلا حتى سكنوا من
فورتهم ...، ثم قالت عليهاالسلام : اءبتدى بحمد من هو اءولى بالحمد و
الطول و المجد، الحمدلله على ما اءنعم ...
َ فنيطت دونها ملاءة : الملاءة - بالضم و المد - الربطة (340) و الازار، و نيطت
بمعنى علقت (341) اءى ضربوا بينها عليهاالسلام و بين القوم سترا و حجابا،
و الربطة - بالفتح - الملاءة اذا كانت قطعة واحدة ، و لم تكن لفقين ، (342)، او
هى كل ثوب لين رقيق (343)
َ و القبطية - بالكسر -: ثياب بيض رقاق من كتان تتخذ بمصر، و قد يضم لانهم
يغيرون فى النسبة (344)
َ و الجهش : اءن يفزع الانسان الى غيره و هو مع ذلك يريد البكاء كالصبى يفزع الى
اءمه و قد تهيا للبكاء (345) يقال : جهش اليه كمنع و اجهش (346)
َو الارتجاج : الاضطراب (347)
َقوله : هنيئة ... اءى صبرت زمانا قليلا. (348)
َ و النشيج : صوت معه توجع و بكاء كما يردد الصبى بكاءه فى صدره
(349)
َو هداءت - كمنعت -: اءى سكنت . (350)
َو فورة الشى ء شدته ، و فار القدر اءى جاشت . (351)
َ قولها صلوات الله عليها: بما قدم ... اءى بنعم اءعطاها العباد
قبل اءن يستحقوها، و يحتمل اءن يكون المراد بالتقديم الايجاد و
الفعل من غير ملاحظة معنى الابتداء، فيكون تاءسيسا
َو السبوغ : الكمال . (352)
َ و الالاء: النعماء جمع اءلى - بالفتح و القصر و قد يكسر الهمزة (353)
و اسدى اولى و اعطى بمعنى واحد (354)
َ قولها: والاها... اءى تابعها (355) باعطاء نعمة بعد اخرى
بلافصل
َ و جم الشى ء اءى كثر، (356) والجم : الكثير (357) و التعدية بعن
لتضمين معنى التعدى و التجاوز
َ قولها عليهاالسلام : و ناءى (358) عن الجزاء اءمدها... الامد - بالتحريك -:
الغاية المنتهى ، (359) اءى بعد عن الجزاء بالشكر غايتها، فالمراد بالامد اما
الامد المفروض ، اذ لا اءمد لها على الحقيقة ، اءو الامد الحقيقى
لكل حد من حدودها المفروضة ، و يحتمل اءن يكون المراد باءمدها ابتداؤ ها، و قد مر فى كثير
من الخطب بهذا المعنى .
و قال فى النهاية فى حديث الحجاج : ((قال للحسن : ما امدك ؟
قال : سنتان من خلافة (360) عمر))، اراد اءنه ولد لسنتين من خلافته ، و
للانسان امدان ، مولده و موته . انتهى (361) و اذا
حمل عليه يكون اءبلغ ، و يحتمل - على بعد - اءن يقراء بكسر الميم ،
قال الفيروزآبادى : (362) الامد: (363) المملو من خير و شر، و السفينة
المشحونة (364)
َ و تفاوت عن الادراك اءبدها... التفاوت : البعد، (365) و الابد: الدهر و الدايم
(366) و القديم الازلى ، و بعده عن الادراك لعدم الانتهاء
َ و ندبهم لاستزادته بالشكر لا تصالها...
يقال : ندبه للامر و اليه فانتدب ... اءى دعاه فاجاب ، (367) و اللام فى
قولها: لا تصالها... لتعليل الندب اءى رغبهم فى استزادة النعمة بسبب الشكر لتكون
نعمة متصلة لهم غير منقطعة عنهم ، و جعل اللام الاولى
للتعليل و الثانية للصلة بعيد، و فى بعض النسخ : لا فضالها،
فيحتمل تعلقه بالشكر
َ و استحمد الى الخلائق باجزالها... اءى طلب منهم الحمد بسبب
اجزال النعم و اكمالها عليهم ، يقال : اجزلت له من العطاء... اءى اكثرت ، (368)
و اجزاك النعم كاءنه طلب الحمد اءو طلب منهم الحمد حقيقة لا
جزال النعم ، و على التقديرين : التعدية بالى لتضمين معنى الانتهاء اءو التوجه ، و
هذه التعدية فى الحمد شايع بوجه آخر، يقال : احمد اليك الله ،
قيل : اءى احمده معك ، و قيل : اءى اءحمد اليك نعمة الله بتحديثك اياها، (369) و
يحتمل اءن يكون استحمد بمعنى محمد، يقال : فلان يتحمد على ... اءى يمتن ،
(370) فيكون الى بمعنى على ، و فيه بعد
َ و ثنى بالندب الى امثالها... اءى بعد اءن
اءكمل لهم النعم الدنيوية ندبهم الى تحصيل اءمثالها من النعم الاخروية اءو الاعم منها و من
مزيد النعم الدنيوية ، و يحتمل اءن يكون المراد بالندب الى امثالها اءمر العباد بالاحسان
و المعروف ، و هو انعام على المحسن اليه و على المحسن اءيضا، لانه به يصير مستوجبا
للاعواض و المثوبات الدنيوية و لاخروية
َ كلمة جعل الاخلاص تاءويلها... المراد بالاخلاص
جعل الاعمال كلها خالصة لله تعالى ، و عدم شوب الرياء و الاغراض الفاسدة ، و عدم
التوسل بغيره تعالى فى شى ء من الامور، فهذا
تاءويل كلمة التوحيد، لان من اءيقن باءنه الخالق و المدبر، و باءنه لا شريك له فى
الالهية فحق له اءن لا يشرك فى العبادة غيره ، و لا يتوجه فى شى ء من الامور الى غيره
َ و ضمن القلوب موصولها... هذه الفقرة تحتمل وجوها:
الاول : ان الله تعالى اءلزم و اءوجب على القلوب ما تستلزمه هذه الكلمة من عدم تركبه
تعالى ، و عدم زيادة صفاته الكمالية الموجودة و اشباه ذلك مما يؤ
ول الى التوحيد.
الثانى : اءن يكون المعنى جعل ما يصل اليه
العقل من تلك الكلمة مدرجا فى القلوب مما اءراهم من الايات فى الافاق و فى اءنفسهم ، اءو
بما فطرهم عليه من التوحيد.
الثالث : اءن يكون المعنى لم يكلف العقول
الوصول الى منتهى دقايق كلمة التوحيد تاءويلها،
بل انما كلف عامة القلوب بالاذعان بظاهر معناها، و صريح مغزاها، و هو المراد
بالموصول .
الرابع : اءن يكون الضمير فى موصولها راجعا الى القلوب ، اءى لم يلزم القلوب الا ما
يمكنها الوصول اليها من تاءويل تلك الكلمة الطيبة ، و الدقايق المستنبطة منها اءو مطلقها،
ولو لا التفيك لكان اءحسن الوجوه بعد الوجه
الاول ، بل مطلقا
َ و انار فى الفكر معقولها... اءى اوضح (371) فى الاذهان ما
يتعقل من تلك الكلمة بالتفكر فى الدلائل و البراهين ، و
يحتمل ارجاع الضمير الى القلوب اءو الفكر - بصيغة الجمع - اءى اءوضح بالتفكر ما
يعقلها العقول ، و هذا يؤ يد الوجه الرابع من وجوه الفقرة السابقة
َ الممتنع من الابصار رؤ يته ... يمكن (372) اءن يقراء الابصار - بصيغة الجمع
و المصدر -، و المراد بالرؤ ية العلم الكامل و الظهور التام
َ و من الاسن صفته ... الظاهر اءن الصفة هنا مصدر، و
يحتمل المعنى بتقدير اءى بيان صفته
َلا من شى ء... اءى مادة .
َ بلا احتذاء اءمثلة امتثلها، احتذى مثاله اقتدى به (373) و امتثلها... اءى تبعها
(374) و لم يتعد عنها... اءى لم يخلقها على وفق صنع غيره .
و تنبيها على طاعته ... لان ذوى العقول يتنبهون بمشاهدة مصنوعاتة باءن شكر خالقها و
المنعم بها الواجب ، اءو ان خالقها مستحق للعبادة ، اءو باءن من قدر عليها يقدر على الاعادة و
الانتقام
َ و تعبدا لبريته ... اءى خلق البرية ليتعبدهم ، اءو خلق الاشياء ليتعبد البرايا
بمعرفته و الاستدلال بها عليه .
و اعزازا لدعوته ... اءى خلق الاشياء ليغلب و يظهر دعوة الانبياء اليه
بالاستدلال بها
َ ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة لهم الى جنته ...:
الذود و الذياد - بالذال المعجمة -... السوق و الطرد و الدفع (375) و الابعاد.
وحشت الصيد احوشه اذا جئته من حواليه لتصرفة االى الحبابة . (376)
و لعل التعبير بذلك لنفور الناس بطباعهم عما يوجب
دخول الجنة .
قبل اءن اجتبله ... الجبل : الخلق ، يقال : جبلهم الله ... اءى خلقهم ، و جبله على الشى ء...
اءى طبعه عليه (377)، و لعل المعنى اءنه تعالى سماه لانبيائه
قبل اءن يخلقه ، و لعل زيادة البناء للمبالغة تنبيها على اءنه خلق عظيم و فى بعض
النسخ - بالحاء المهملة - يقال : احتبل الصيد... اءى اخذه بالحبالة (378) فيكون
المراد به الخلق او البعث مجازا، و فى بعضها:
قبل اءن اجتباه ... اءى اصطفاه (379) بالبعثة ، و
كل منها لا يخلو من تكلف
َ و بستر الاهاويل (380) مصونة ...
لعل المراد بالستر ستر العدم اءو حجب الاصلاب و الارحام ، و نسبه الى
الاهاويل لما يخلق الاشياء فى تلك الاحوال من موانع الوجود و عوائقة ، و
يحتمل اءن يكون المراد اءنها كانت مصونة عن الاهاويل بستر العدم ، اذ هى انما تلحقها بعد
الوجود، و قيل : التعبير من قبيل التعبير عن درجات العدم بالظلمات
َ بمائل (381) الامور - على صيغة الجمع -... اءى عواقبها، و فى بعض النسخ
بصيغة المفرد
َو معرفة بمواقع المقدور... اءى لمعرفته تعالى بما يصلح و ينبغى من اءرمنة الامور
الممكنة المقدورة و اءمكنتها، و يحتمل اءن يكون المراد بالمقدور: المقدر،
بل هو اءظهر
َ اتماما لامره ... اءى للحكمة التى خلق الاشياء لاجلها، و الاضافة فى مقادير حتمه من
قبيل اضافة الموصوف الى الصفة ... اءى مقاديره المحتومة
َ و قولها عليهاالسلام عكفا على نيرانها -
تفصيل و بيان للفرق بذكر بعضها، يقال : عكف على الشى ء كضرب و نصر - اءى
اقبل عليه مواظبا (382) و لازمه فهو عاكف ، و يجمع على عكف - بضم العين و فتح
الكاف المشددة - كما هو الغالب فى فاعل الصفة نحو شهد و غيب
َ و النيران ... جمع نار، و هو قياس مطرد فى جمع الاجوف ، نحو: تيجان و جيران
َمنكرة لله مع عرفانها... لكون معرفته تعالى فطرية اءو لقيام
الدلائل الواضحة الدالة على وجوده سبحانه ، و الضمير (فى ظلمها) راجع الى الامم ، و
الضميران التاليان له يمكن ارجاعهما اليها و الى القلوب و الابصار
َ و الظلم - بضم الظاء و فتح اللام - جمع ظلمة (383) استعيرت هنا للجهالة
َو البهم جمع بهمة - بالضم - و هى مشكلات الامور. (384)
َو جلوت الامر... اءوضحته و كشفته . (385)
َ و الغمم : جمع غمة اءى مبهم ملتبس (386)
قال الله تعالى : (ثم لا يكن اءمركم عليكم غمة ) (387)
قال ابوعبيدة : مجازها ظلمة و ضيق ، (388) و
تقول : غممت الشى ين اذا غطيته و سترته (389)
َو العماية : الغواية و اللجاج ، ذكره الفيروزآبادى . (390)
َ و اختيار... اءى من الله له ما هو خير له ، اءو باختيار منه صلى الله عليه و آله و رضى
و كذا الايثار، و الاول اءظهر فيهما
َ بمحمد صلى الله عليه و آله عن تعب هذه الدار...
لعل الظرف متعلق بالايثار بتضمين معنى الضنة اءو نحوها: و فى بعض النسخ : محمد -
بدون الباء - فتكون الجملة استينافية اءو مؤ كدة للفقرة السابقة ، اءو حالية بتقدير
الواو، و فى بعض كتب المناقب القديمة : فمحمد صلى الله عليه و آله و هو اءظهر، و فى
رواية كشف الغمة : رغبته بمحمد صلى الله عليه و آله عن تعب هذه الدار، فى رواية احمد
بن اءبى طاهر: باءبى صلى الله عليه و آله عزت هذه الدار... و هو اءظهر، و
لعل المراد بالدار: دار القرار، ولو كان المراد الدنيا تكون الجملة معترضة ، و على
التقادير لا يخلو من تكلف
َ نصب اءمره ... قال الفيروزآبادى : (391) النصب - بالفتح - العلم المنصوب
و يحرك ... و هذا نصب عينى - بالضم و الفتح -... اءى نصبكم الله لاوامره و نواهيه ، و
هو خبر الضمير، و عبادالله منصوب على النداء
َ و بلغاؤ ه الى الامم ... اءى تؤ دون الاحكام الى ساير الناس الانكم اءدركتم صحبة
الرسول صلى الله عليه و آله
َ زعمتم حق لكم ... اءى زعمتم اءن ما ذكر ثابت لكم ، و تلك الاسماء صادقة عليكم
بالاستحقاق ، و يمكن اءن يقراء على الماضى
المجهول ، و فى ايراد لفظ الزعم اشعار باءنهم ليسوا متصفين بها حقيقة ، و انما يدعون
ذلك كذبا، و يمكن اءن يكون حق لكم ... جملة اخرى مستاءنفة ... اءى زعمتم اءنكم كذلك و
كان يحق لكم و ينبغى اءن تكونوا كذلك لكن قصرتم ، و فى بعض النسخ : و زعمتم حق
لكم (392) فيكم و عهد، و فى كتاب المناقب القديم : زعمتم اءن حق لى فيكم
عهدا قدمه اليكم ... فيكون عهد منصوبا ب (اذكروا و نحوه )، و فى الكشف : الى الامم
خولكم (393) الله فيكم عهد
َ قولها عليهاالسلام : لله فيكم عهد و بقية ... العهد: الوصية (394) و بقية
الرجل ما يخلفه فى اءهله ، و المراد بهما القرآن ، اءو
بالاول ما اءوصاهم به فى اءهل بيته و عترته ، و بالثانى القرآن .
و فى رواية احمد بن ابى طاهر: و بقية استخلفنا عليكم ، و معنا كتاب الله ... فالمراد
بالبقية اءهل البيت عليهم السلام ، و بالعهد ما اءوصاهم به فيهم
َ و البصائر - جمع بصيرة - و هى الحجة ، (395) و المراد بانكشاف
السرائر: وضوحها عند حملة القرآن و اءهله
َ مغتط به اءشياعه ... الغبطة اءن يتمنى المرء
مثل حال المغبوط من غير ان يريد زوالها منه ، تقول : غبطته فاغتبط، (396) و
الباء للسبية ... اءى اءشياعه مغبوطون بسبب اتباعه ، و تلك الفقرة غير موجودة فى
سائر الروايات
َ مود الى النجاة اءسماعه ... - على بناء الافعال - ... اءى تلاوته ، و فى بعض نسخ
الاحتجاج و سائر الروايات : استماعه
َو المراد بالعزائم : الفرائض ، و بالفضائل : السنن ، و بالرخص : المباحات ،
بل ما يشمل المكروهات ، و بالشرائع : ما سوى ذلك من الاحكام كالحدود و الديات اءو الاعم
، (397) و اءما الحجج و البينات و البراهين فالظاهر اءن بعضها مؤ كدة لبعض
، و يمكن تخصيص كل منها ببعض ما يتعلق باصول الدين لبعض المناسبات ، و فى رواية
ابن ابى طاهر: و بيناتة الجالية ، و جملة الكافية ... فالمراد بالبينات : المحكمات ، و
بالجمل : المتشابهات ، و وصفها بالكافية لدفع توهم نقص فيها لاجمالها، فانها كافية
اءريد منها، و يكفى معرفة الراسخين فى العلم بالمقصود منها، فانهم المفسرون لغيرهم ،
و يحتمل اءن يكون المراد بالجمل العمومات التى يستنبط منها الاحكام الكثيرة
َ تزكية للنفس ... اءى من دنس الذنوب ، اءو من رذيلة
البخل ، اشارة الى قوله تعالى : (تطهرهم و تزكيهم بها) (398)
و نماء فى الرزق ... ايماء الى قوله تعالى : (و مآء اتيتم من زكاة تريدون وجه الله
فاءولئك هم المضعفون ) (399) على بعض التفاسير (400)
َ تثبيتا للاخلاص ... اءى لتشييد الاخلاص و ابقائه ، اءو لا ثباته و بيانه ، و يؤ يد
الاخير اءن فى بعض الروايات : تبيينا، و تخصيص الصوم بذلك لكونه اءمرا عدميا لا
يظهر لغيره تعالى فهو اءبعد من الرياء و اءقرب الى الاخلاص ، و هذا اءحد الوجوه فى
تفسير الحديث المشهور: ((الصوم لى و اءنا اءجزى به ))، و قد شرحناه فى حواشى
الكافى ، (401) و سياءتى فى كتاب الصوم ان شاءالله تعالى
(402)
َ تشييدا للدين : انما خص التشييد به لظهوره و وضوحه و
تحمل المشاق فيه ، و بذل النفس و المال له ، فالاتيان به
ادل دليل على ثبوت الدين ، اءو يوجب استقرار الدين فى النفس لتلك
العلل و غيرهما (403) مما لا نعرفه ، و
يحتمل اءن يكون اشارة الى ما ورد فى الاخبار الكثيرة من اءن علة الحج التشرف بخدمة
الامام و عرض النصرة عليه ، و تعلم شرائع الدين منه ، (404) فالتشييد لا
يحتاج الى تكلف .
و فى العلل و رواية ابن ابى طاهر: تسليمة للدين ،
فلعل المعنى تسلية للنفس ، بتحمل المشاق و
بذل الاموال بسبب التقيد بالدين ، اءو المراد بالتسلية : الكشف (405) و
الايضاح ، فانها كشف الهم اءو المراد بالدين :
اءهل الدين ، اءو (406) اءسند اليه مجازا، و الظاهر اءنه تصحيف : تسنية ،
(407) و كذا فى الكشف . و فى بعض نسخ
العلل اءى : يصير سببا لرفعة الدين و علوه
َ و التنسيق : التنظيم . (408)
و فى العلل : مسكا للقلوب اءى ما يمسكها، و فى القاموس : المسكة - بالضم -: ما يتمسك
به و ما يمسك الابدان من الغذا و الشراب ، ... و الجمع كصرد... و المسك - محركة -
الموضع يمسك الماء (409) و فى رواية ابن ابى طاهر و الكشف : تنسكا
للقلوب ... اءى عبادة لها، (410) لان
العدل اءمر نفسانى يظهر آثاره على الجوارح
َ و الصبر معونة على استيجاب الاجر... اذ به يتم
فعل الطاعات و ترك السيئات
َ وقاية من السخط ... اءى سخطهما، اءو سخط الله تعالى ، و
الاول اءظهر
َ منماة للعدد ... المنماة : اسم مكان اءو مصدر ميمى ... اءى يصير سببا لكثرة عدد الاولاد و
العشائر كما اءن قطعها يذر الديار بلاقع (411) من اهلها
َ تغييرا للبخس ... و فى سائر الروايات : للبخسة ... اءى لئلا ينقص
مال من ينقص المكيال و الميزان ، اذا التوفية موجبة للبركة و كثرة
المال ، اءو لئلا ينقصوا اءموال الناس فيكون المقصود اءن هذا اءمر يحكم
العقل بقبحه
َ عن الرجس ... اءى النجس ، (412) اءو ما يجب التنزه عنه عقلا، و
الاول اءوضح فى التعليل فيمكن الاستدلال على نجاستها
َ حجابا عن للعنة ... اءى لعنة الله ، اءو لعنة المقذوف اءو القاذف ، فيرجع الى الوجه
الاخير فى السابقة ، و الاول اءظهر، اشارة الى قوله تعالى : لعنوا فى الدنيا و الاخرة
(413)
َ ايجابا للعفة ... اءى للعفة عن التصرف فى
اءموال الناس مطلقا، اءو يرجع الى ما مر، و كذا الفقرة التالية . و فى الكشف - بعد
قوله - للعفة : و التنزه عن اموال الايتام ، و الاستئثار بفيئهم اجارة من الظلم ، و
العدل فى الاحكام ايناسا للرعية و التبرى من الشرك اخلاصا للربوبية
َ عودا و بدءا... اءى اولا و اخرا، (414) و فى رواية ابن ابى الحديد و غيره :
اءقول عودا على بدء ... والمعنى واحد
َ والشطط - بالتحريك - البعد عن الحق ، (415) و مجاوزة الحد فى
كل شى ء. (416) و فى الكشف : ما اءقول ذلك سرفا و لا شططا من اءنفسكم ...
اءى لم يصبه شى ء من ولادة الجاهلية بل عن نكاح طيب ، كما روى عن الصادق عليه السلام ،
(417) و قيل : اءى من جنسكم من البشر ثم من العرب ثم من بنى
اسماعيل (418)
َ عزيز عليه ما عنتم ... اءى شديد (419) شاق عليه عنتكم ، (420) و
ما يلحقكم من الضرر بترك الايمان اءو مطلقا
َحريص عليكم ... اءى على ايمانكم و صلاح شاءنكم .
َ بالمؤ منين رؤ وف رحيم ... اءى رحيم بالمؤ منين منكم و من غيركم ، و الراءفة : شدة
الرحمة ، (421)، و التقديم لرعاية
الفواصل .
و قيل : رؤ وف بالمطيعين رحيم بالمذنبين .
و قيل : رؤ وف باءقربائه رحيم باءوليائه .
و قيل : رؤ وف بمن رآه رحيم بمن لم يره ، فالتقديم للاهتمام بالمتعلق
َفان تعزوه ... يقال : عزوته الى ابيه ... اءى نسبته اليه ، (422) اءى ان
ذكرتم نسبه و عرفتموه تجدوه اءبى و اءخا ابن عمى ، فالاخوة ذكرت استطرادا، و يمكن
اءن الانتساب اءعم من النسب ، و مما طراء اءخيرا، و يمكن اءن يقراء: و آخى - بصيغة الماضى
-، و فى بعض الروايات : فان تعزروه و توقروه
َ صادعا بالنذارة ... الصدع : الاظهار، تقول : صدعت الشى ء، اءى اظهرته ، و صدعت
بالحق : اذا تكلمت به جهارا (423)، قال الله تعالى : (فاصدع بما تؤ مر)
(424) و النذارة - بالكسر - الانذار (425) و هو الاعلام على وجه التخويف
(426)
َ و المدرجة : المذهب و المسك ، (427)، و فى الكشف : ناكبا (428) عن
سنن مدرجة المشركين ، و فى رواية ابن اءبى طاهر: ماثلا على مدرجة ... اءى قائما للرد
عليهم ، و هو تصحيف (429)
َ ضاربا ثبجهم اخذا باءكظامهم ... الثبج - بالتحريك ، وسط الشى ء و معظمه ،
(430) و الكظم - بالتحريك - مخرج النفس من الحلق ... (431) اءى كان
صلى الله عليه و آله لا يبالى بكثرة المشركين و اجتماعهم و لا يداريهم فى الدعوة
َ داعيا الى سبيل ربه ... كما اءمره سبحانه : (ادع الى
سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى اءحسن ) (432)
َ و قيل : المراد بالحكمة : البراهين القاطعة و هى للخواص ، و بالموعظة الحسنة :
الخطابات المقنعة و العير النافعة ، و هى للعوام ، و بالمجادلة بالتى
(433) هى اءحسن ... الزام المعاندين و الجاحدين بالمقدمات المشهورة و المسلمة ، و اءما
المغاطات و الشعريات فلا يناسب درجة اءصحاب النبوات
َ يكسر الاصنام و ينكث الهام ... النكث (434) القاء
الرجل على راءسه ، (435) يقال : طعنه فنكثه ، و الهام جمع الهامة - بالتخفيف
فيهما - و هى الراءس ، (436) و المراد
قتل رؤ سا المشركين و قمعهم و اذلالهم ، اءو المشركين مطلقا، و
قيل : اءريد به القاء الاصنام على رؤ وسها، و لا يخفى بعده لا سيما بالنظر الى ما بعده
، و فى بعض النسخ : ينكس الهام ، و فى الكشف و غيره : يجذ الاصنام ، من قولهم : جذذت
الشى ء... اءى كسرته ، (437) و منه قوله تعالى : (فجعلهم جذاذا)
(438)
َ حتى تفرى الليل عن صبحه ، و اءسفر الحق عن محضه ... و الواو مكان حتى - كما فى
رواية ابن ابى طاهر - اظهر، و تفرى ... اءى انشق (439) حتى ظهر ضوء
الصباح ، و اءسفر الحق عن محضه و خالصة ، (440)، و
يقال : اءسفر الصبح ... اءى اءضاء (441)
َ و نطق زعيم الدين ... زعيم القوم سيدهم و المتكلم عنهم ، و الزعيم - ايضا -
الكفيل (442) و الاضافة لامية ، و يحتمل البيانية
َو خرست شقاشق الشياطين ... خرس - بكسر الراء - و الشقاشق جمع شقشقة - بالكسر - و
هى شى ء كالرية يخرجها البعير من فيه اذا هاج ، و اذا قالو للخطيب ذو شقشقة ، فانما
يشبه بالفحل (443) و اسناد الخرس الى الشقاشق مجازى
َ و طاح وشيظ النفاق ... يقال : طاح فلان يطوح اذا هلك او اشرف على الهلاك و تاه فى
الارض و سقط (444) و الوشيظ - بالمعجمتين -:
الرذل و السفلة من الناس ، و منه قولهم : اياكم و الوشائظ، (445) و
قال الجوهرى : (446) الوشيظ: لفيف من الناس ليس اصلهم واحدا، و ينو فلان و
شيظة فى قومهم ... اءى هم حشو فيهم
َ و الوسيط - بالمهملتين - اشرف القوم نسبا و ارفعهم محلا، (447) و كذا فى
بعض النسخ ، و هو اءيضا مناسب
َ و فهتم بكلمة الاخلاص فى نفر من البيض الخماص ...
يقال : فاه فلان بالكلام كقال ... اءى لفظ به كتفوه
َ و كلمة الاخلاص : كلمة التوحيد، و فيه تعريض باءنه لم يكن ايمانهم عن قلوبهم ، و
البيض جمع ابيض و هو من الناس خلاف الاسود، (448) و الخماص - بالكسر -
جمع خميص ، و الخماصة تطلق على دقة البطن خلقة و على خلوه من الطعام ،
يقال : فلان خميص البطن من اموال الناس اءى عفيف عنها، و فى الحديث : كالطير تغدو
خماصا و تروح بطانا (449)
َ و المراد بالبيض الخماص : اما اهل البيت عليهم السلام - و يؤ يده ما فى كشف الغمة :
فى نفر من البيض الخماص ، الذين اءذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا -
(450) و وصفهم بالبيض لبياض وجوههم ، اءو هو من
قبيل وصف الرجل بالاغر، و بالخماص لكونهم ضامرى البطون بالصوم و قلة
الاكل ، اءو لعفتهم (451) عن اءكل اءموال الناس
بالباطل ، اءو المراد بهم من آمن من العجم كسلمان رضى الله عنه و غيره ، و
يقال لاهل فارس : بيض ؛ لغلبة البياض على اءلوانهم و اءموالهم ، اذا الغالب فى
اءموالهم الفضة ، كما يقال لاهل الشام : حمر؛ لحمرة اءلوانهم و غلبة الذهب فى اءموالهم ،
و الاول اظهر. و يمكن اعتبار نوع تخصيص فى المخاطبين ، فيكون المراد بهم غير الراسخين
الكاملين فى الايمان ، و بالبيض الخماص :
الكمل منهم
َ (و كنتم على شفا حفرة من النار...) (452) شفا
كل شى ء طرفه (453) و شفيره ... اءى كنتم على شفير جهنم مشرفين على دخولها
لشرككم و كفركم
َ مذقة الشارب و نهزة الطامع ... مذقة الشارب : شربته ، (454) و النهزة -
بالضم - الفرصة (455)... اءى محل نهزته ... اءى كنتم قليلين اءذلاء يتخطفكم
بسهولة ، و كذا قولها عليهاالسلام
َ و قبسة العجلان و موطى ء الاقدام ... و القبسة - بالضم - شعلة من نار يقتبس من معظمها،
(456) و الاضافة الى العجلان لبيان القلة و الحقارة ، وطء الاقدام
مثل مشهور فى المغلوبية و المذلة
َ تشربون الطرق و تفتانون (457) الورق ... الطرق - بالفتح -: ماء السماء
الذى تبول فيه الابل و تبعر، (458) و الورق - بالتحريك - ورق الشجر،
(459) و فى بعض النسخ : و تفتاتون القد، و هو - بكسر القاف و تشديد
الدال - سيريقد من جلد غير مدبوغ ، (460) و المقصود وصفهم بخباثة المشرب و
حشوبة (461) الماءكل ، لعدم اهتدائهم الى ما يصلحهم فى دنياهم ، و لفقرهم و
قلة ذات يدهم ، و خوفهم من الاعادى
َ اءذلة خاسئين تخافون اءن يتخطفكم الناس من حولكم ... الخاسى ء: المبعد المطرود،
(462) و التخطف : استلاب الشى ء (463) و اءخذه بسرعة ، اقتبس من
قوله تعالى : (واذكروا اذ اءنتم قليل مستضعفون فى الارض تخافون اءن يتخطفكم الناس
فئاويكم و اءيديكم بنصره و رزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ) (464)
و فى نهج البلاغه : عن اءميرالمؤ منين عليه السلام : اءن الخطاب فى تلك الاية لقريش
خاصة ، و المراد بالناس سائر العرب اءو الاعم
َ و اللتيا... بفتح اللام و تشديد الياء تصغير التى (465)، و جوز بعضهم
فيه ضم اللام ، (466) و هما كنايتان عن الداهية الصغيرة و الكبيرة
(467)
َو بعد اءن منى ببهم الرجال ، و ذؤ بان العرب ، و مردة
اءهل كتاب ... يقال ... منى بكذا - على صيغة المجهول - اءى ابتلى ، (468) و بهم
الرجال - كصرد - الشجعان منهم لانهم لشدة باءسهم لا يدرى من اءين يؤ تون ،
(469) و ذوبان العرب : لصوصهم و صعاليكم (470) الذين لا
مال لهم و لا اعتماد عليهم ، و المردة : العتاه (471) المتكبرون المجاوزون للحد
َ اءو نجم (472) قرن للشيطان ، و فغرت فاغرة من المشركين ، قذف اءخاه فى
لهواتها... نجم الشى ء - كنصر - نجوما: ظهر و طلع ، (473) و المراد ب
:القران ، القوة ، و فسر قرن الشيطان ب :امته و متابعيه ، (474) و فغرفاه ...
اءى فتحه ، و فغرفوه ... اءى انفتح - يتعدى و لا يتعدى - (475) و الفاغرة من
المشركين : الطائفة العادية منهم تشبيها بالحية اءو السبع ، و يمكن تقدير الموصوف
مذكرا على اءن يكون التاء للمبالغة
َ و القذف : الرمى ، و يستعمل فى الحجارة كما ان الحذف
يستعمل فى الحصا، يقال هم بين حاذف و قاذف (476)
َ و اللهوات - بالتحريك - جمع لهاة ، و هى اللحمة فى اقصى سقف الفم ،
(477) و فى بعض الروايات : فى مهواتها - بالضم - (478) و هى
بالتسكين :
الحفرة (479) و ما بين الجبلين و نحو ذلك . (480) و على اءى
حال ، المراد اءنه صلى الله عليه و آله كلما اءراده طائفة من المشركين اءو عرضت له داهية
عظيمة بعث عليا عليه السلام لدفعها و عرضه للمهالك .
و فى رواية الكشف و ابن اءبى طاهر: كلما حشوا نارا للحرب ، و نجم قرن
للضلال .
قال الجوهرى : (481) حششت النار... اءوقدتها
َ فلا ينكفى ء حتى يطاء صماخها باءخصمه ، و يخمد لهبها بسفيه ... انكفاء بالهمزة
اءى رجع ، من قولهم : كفاءت القوم كفاء: اذا ارادوا وجها فصرفتهم عنه الى غيره فانكفؤ
وا... اءى رجعوا (482)
َ و الصماخ - بالكسرة - ثقب الاذن ، و الاذن نفسها، و بالسين - كما فى بعض الروايات
- لغة فيه (483)
َ و الاخمص : ما لا يصيب الارض من باطن القدم (484) عند المشى ، و وطء
الصماخ بالاخمص عبارة عن القهر و الغلبة على اءبلغ وجه ، و كذا اخماد اللهب بماء
السيف استعارة بليغة شائعة
َ مكدودا فى ذات الله ... المكدود: من بلغه التعب (485) و الاذى ، و ذات الله
اءمره و دينه ، و كلما يتعلق به سبحانه ، و فى الكشف : مكدودا دؤ وبا (486)
فى ذات الله
َ و الصماخ - بالكسرة - ثقب الاذن ، و الاذن نفسها، و بالسين - كما فى بعض الروايات
- لغة فيه (487)
َ و الاخمص : ما لا يصيب الارض من باطن القدم (488) عند المشى ، و وطء
الصماخ بالاخمص عباردة عن القهر و الغلبة على اءبلغ وجه ، و كذا اخماد اللهب بماء
السيف استعارة بليغة شائعة
|