هدم الآثار الإسلامية إرهاب فکري
إن الاعتداء على آثار الأمة التاريخية ضرب من العنف الفکري الذي لا يختلف کثيرا عن العنف الجسدي الذي تمارسه تلک الجماعات الإرهابية علينا فهو إرهاب فکري لا يقل في خطورته و ضرره عن الإرهاب المسلح.
إن خيار المحافظة على الآثار الإسلامية الموجودة في بلدنا الحبيب أو هدمها وإزالتها بالکلية، خوفا من افتتان المسلمين بها وفساد عقيدتهم، أمر خلافي لم تجمع الأمة عليه حتى الآن. بل إن الأمر موضع خلاف حتى بين المسلمين داخل بلدنا وحيث الأمر کذلک ففي رأيي لا يجوز التصرف بهدم وإزالة تلک المعالم حتى يتم نوع من الإجماع في الأمة حول هذا الموضوع خاصة أنه ينبغي علينا ألا ننسى أن هذه الآثار والمعالم ليست ملکنا وحدنا نتصرف بها کيفما شئنا وإنما هي عهدة وأمانة في أعناقنا وملک کل الأمة الإسلامية والتي نشکل نحن جزءاً منها.
المشکلة هي تصرفات بعض المتنطعين لدينا التي تعطي أعداءنا الذخيرة الحية التي يهاجموننا بها هذا فضلا عن اللغط الذي تثيره مثل هذه التصرفات. أن نظل کلنا أسرى لرأي فقهي يمثل قلة في الأمة الإسلامية الواسعة وحتى منا نحن أمر عجيب وغريب ويثير کثيراً من التساۆلات کما أنه لا يفوتني هنا تذکيرکم أيها الاخوة والاخوات أن الأمر قد يبدأ بهدم مسجد أو إزالة قبر ولکنه سرعان ما يمکن أن يتحول إلى قتل إنسان أو جماعة لا تتفق مع رأي فقهي بعينه.
هذا الموضوع ليس ضربا من خيالي أو زعماً فارغاً فها هم قوات الأمن عندنا في معارک شبه يومية مع جماعات تريد فرض رأيها علينا بقوة السلاح إن لزم الأمر ولا تتردد ولو للحظة في إزهاق أرواح الأبرياء في سعيهم لتحقيق أهدافهم.
إن الاعتداء على آثار الأمة التاريخية ضرب من العنف الفکري الذي لا يختلف کثيرا عن العنف الجسدي الذي تمارسه تلک الجماعات الإرهابية علينا فهو إرهاب فکري لا يقل في خطورته و ضرره عن الإرهاب المسلح.
وکل ذلک بحسب رأي الکاتب في المصدر المذکور نصا ودون تعليق.
المصدر: صحيفة المدينة - عمرو محمد الفيصل
انتهای پیام
ملف المرفقات: