10/31/2014         زيارة:939       رمز المادة:۹۳۰۳۴۰          ارسال هذه الرسالة إلى أخرى

الاخبار »
بسم الله الرحمن الرحیم   ،   العزاء لسيد الشهداء عليه السلام ، لماذا؟
 
العزاء لسيد الشهداء
عليه السلام ، لماذا؟

ان للعالم قوانين وضعها خالق هذا العالم . الخالق الحکيم الذي لايخلق شئ بدون حکمة. عندما ننظر للعالم لانشاهد سوى عظمة وجلالة الخالق. القوانين التي سنها للکون کلها کاملة وتامة حيث جعل العلماء يسعون لفهم الغازها, فاستطاعوا من فهم بعضها ولم يفهموا الکثير منها.
احدى هذه القوانين الطبيعية هو قانون الجاذبية, فلم يشک احد بصحة هذا القانون. او قانون غليان الماء النقي في درجة 100 مئوية . ان هذه القوانين هي قوانين ثابته ولايمکن ان تتغير.
کما ان النظام الکوني وضع ضمن اسس وقوانين طبيعية ثابته من قبل خالق هذا الکون , فان هذا الخالق العليم والقدير بين القيم لهذا الکون کذلک.
اي ان هذا الخالق الذي سن القوانين لهذا الکون وضع الى جوارها القيم الاخلاقية . لهذا السبب , وبما انه يمکننا ان نناقش القوانين الطبيعية ونفک رموزها مثل درجة غليان الماء عند 100 مئوية وکذا قوانين الجاذبية وقوانين نيوتن و... لايمکننا ان نهمل القيم الاخلاقية الحاکمة والتشکيک بها.
ان التسليم للارادة الالهية في جميع الامور من الامر والنهي الى القوانين والقيم الاخلاقية هو بعينه التعبد وطاعة الله عزوجل.
التعبد لله هو امر مطلوب من کل انسان. ففي بعض الاحيان يکون قبول امر التعبد صعبا وفي احيان اخرى سهلا. لايمکن الجدال في هذا الامر , ولکن قبول الامر يبدوا هينا . فلا احد يناقش ويجادل في امرصلاة الصبح انه لماذا صلاة الصبح رکعتان؟. ولکن قبول بعض الامور العبادية يبدوا صعبا نسبيا.
فمثلا قصة النبي ابراهيم الخليل عليه السلام . فاي عقل بشري يستطيع ان يقبل ان يقوم اب بذبح ابنه ويقدمه قربان؟ باي منطق يمکن تبرير هذا العمل؟ کيف يمکن قبول ان شخصا ما وبعد سنين طوال من التعبد والتضرع وفي سنين الشيخوخة يرزق بولد ويقوم بذبحة ؟ لايوجد اي جواب سوى العبودية والتسليم الکامل لارادة ومشيئة الله سبحانه وتعالى.
ان اغلب الاحکام الفقهية هي تعبدية , اي اننا لانستطيع فهم مغزاها وبما انها امر من الله فنکون مطيعين لها.
احدى الامور التي تم التاکيد عليها من خلال الروايات هي مسئلة العزاء لسيد الشهداء الامام اباعبدالله الحسين(ع). فدراسة شخصية وسيرة وسلوک هذا الامام العظيم والبکاء لمصابه من الامور التي تم التاکيد عليها.
ففي الروايات جاء ان البکاء على مصاب الحسين عليه السلام فيه الکثير من الاجر والثواب عند الله عزوجل بحيث لايمکن تصور مقداره.
قال الامام الصادق عليه السلام :
و من ذکر الحسين عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار زباب کان ثوابه علي الله عز و جل و لم يرض له بدون الجنة.  (1)
انه لماذا البکاء على سيد الشهداء عليه السلام يوجب الجنة للانسان هو من الامور التعبدية وهناک امثله نذکرها في مقالنا. فهو من الامور التي بينها الشرع المقدس والله سبحانه وتعالى , کذلک فان زيارته عليه السلام لها الکثير من الاجر والثواب .
هناک رواية في کتاب کامل الزيارات , يذکر ان هذا الکتاب من المسانيد المعتبرة .
عن مسمع کردين قال : قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام:
يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين ؟
قلت : لا ، أنا رجل مشهور من أهل البصرة ، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة ، وأعداۆنا کثيرة من أهل القبائل من النصاب وغيرهم ، ولست آمنهم أن يرفعوا علي [ حالي ] عند ولد سليمان فيمثلون ( فيميلون ) عليَّ .
قال لي : أفما تذکر ما صنع به ؟
 قلت : بلى .
 قال : فتجزع ؟
قلت : إي والله وأستعبر لذلک ، حتى يرى أهلي أثر ذلک علي ، فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلک في وجهي .
قال : رحم الله دمعتک ، أما إنک من الذين يعدون في أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا ، ويخافون لخوفنا ، ويأمنون إذا أمنا ، إنما سترى عند موتک وحضور آبائي لک ووصيتهم ملک الموت بک ، وما يلقونک به من البشارة : ما تقر به عينک قبل الموت ، فملک الموت أرق عليک وأشد رحمة لک من الأم الشفيقة على ولدها .
وفي مکان اخر ورواية اخرى جاء:
قال الإمام الصادق (ع): ينادي مناد يوم القيامة : أين شيعة آل محمد ؟..
فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلا الله تعالى ، فيقومون ناحية من الناس .
ثم ينادي منادأين زوار قبر الحسين (ع)؟..
فيقوم أناس کثير، فيقال لهم : خذوا بيد من أحببتم انطلقوا بهم إلى الجنة ، فيأخذ الرجل من أحب ، حتى إن الرجل من الناس يقول لرجل : يا فلان أما تعرفني ؟.. أنا الذي قمت لک يوم کذا وکذا فيدخله الجنة لا يدفع ولايمنع.
على اية حال فان هذه الامور هي خاصة اعطاها واکرمها الله سبحانه وتعالى لوليه الامام الحسين عليه السلام ولايوجد هناک اية تسائل حول ذلک لان الله سبحانه وتعالى لايمکن ان تکون عطاياه بدون حکمة وهذا الامر لايستثنى من هذه القاعدة.
کما ان الحسين عليه السلام ضحى بجميع مايملک في سبيل الله وقدم نفسه الزکية ودمائه الطاهرة وشاهد سقوط اعزائه واحبابه واصحابه الواحد تلو الاخر شهداء, فان الله سبحانه وتعالى کذلک اکرمه بکرمه الواسع وجعل محبته خلاص من النار , البکاء عليه کفارة للذنوب ومن وسائل التقرب الى الله عزوجل.
اليوم , لم ينسى ذکر الحسين عليه السلام بل اصبح يوما بعد اخر اکثر فاکثر وازداد عشاق ومحبي الامام عليه السلام وازاد المعزين لمصابه وهم يقومون بتعظيم شعائر الله.
يجب التذکير في الختام على الامر والاصل المهم وهو التقوى الالهية, فليس صحيحا ان يقوم الانسان بفعل ما يشاء ومن ثم يطلب المغفرة بقول ياحسين !
الامر الاساس هو التقوي في جميع الامور , ان ملاک قبول الاعمال هو التقوى کما اشار القران الکريم الى ذلک ويقول
انما يتقبل الله من المتقين.
عليرضا مهدوي
١- بحار الانوار - جلد 44- صفحه 285
المترجم: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي : تبيان
 

انتهای پیام

ملف المرفقات:
وجهة نظر الزوار

وجهة النظر الخاصة بك


امنیت اطلاعات و ارتباطات ناجی ممیزی امنیت Security Audits سنجش آسیب پذیری ها Vulnerability Assesment تست نفوذ Penetration Test امنیت منابع انسانی هک و نفوذ آموزش هک