النوم الأقل هو الأفضل
النوم لمدة ثماني ساعات يوميا کان يعتبر لفترة طويلة المدة المثالية من النوم التي يحتاجها جسم الإنسان، إلا أن بحثاً جديداً يقول إنها قد تقصر من عمر الإنسان. وخلصت دراسة أجريت على أکثر من مليون شخص إلى أن من ينامون ثماني ساعات أو أکثر يومياً يموتون في سن أصغر من نظرائهم الذين ينامون عدد ساعات أقل.
کما أن من ينامون أربع ساعات أو أقل يوميا معرضون للموت المبکر أيضاً. إلا أن من ينامون ست أو سبع ساعات يوميا يعيشون حياة أطول. وقام علماء بجامعة کاليفورنيا بهذه الدراسة التي أظهرت علاقة واضحة بين فترات النوم الطويلة وارتفاع معدلات الوفاة. إلا أن فريق البحث لم يتوصل للسبب وراء هذه العلاقة بعد.
ويقول البروفيسور جيم هورني من مرکز أبحاث النوم في جامعة لوبورو إن من يدافعون عن أقساط النوم الطويلة مضللون. ويمکننا أن نۆکد أن النوم ست أو سبع ساعات يوميا هي فترة کافية، ما يحدد عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم هو إذا ما کنت متيقظاً أو تشعر بالرغبة في النوم أثناء اليوم. کما أوضحت الدراسة أن إصابة البعض بنوبات من الأرق ليس له علاقة بارتفاع نسب الوفاة. لکنها خلصت إلى أن من يتناولون أقراصا منومة أکثر عرضة للوفاة مبکراً.
ومن جديد نقول سبحان الله! لقد نزل القرآن في زمن انتشرت فيه الأساطير وکان الاعتقاد السائد لدى کثير من الشعوب أن النوم لساعات طويلة هو الأفضل، حتى جاءت أبحاث القرن الحادي والعشرين لتثبت أن النوم لفترات قصيرة هو الأفضل للإنسان، ونقول: أليس هذا ما أکده القرآن کثيراً في آياته؟ انظروا معي إلى قول الحق تبارک وتعالى في حق المتقين: (کَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17-18].
کذلک أمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه واله وسلم ألا يکثر من النوم وأن يعوض ما ينقصه من نوم الليل من خلال النهار، يقول تعالى:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْکَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَکَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا) [المزمل: 1-7].
ففي هذا النص الکريم أمر بعدم الإکثار من النوم في الليل، وتعويض ذلک في النهار، وهذا ما يۆکده عدد من الباحثين اليوم! حتى إن بعض الدراسات تقول بأن النوبات القلبية القاتلة غالباً ما تحدث بعد الصبح وتستمر حتى ما بعد طلوع الشمس، وربما ندرک لماذا کان النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم يمضي هذه الفترة بالذات في ذکر الله والتسبيح وتلاوة القرآن!!
يقول الدکتور دانييل کريبکي أستاذ الطب النفسي: لا نعرف إذا ما کان النوم لفترات طويلة يۆدي إلى الوفاة، ونحتاج لإجراء دراسات إضافية لتحديد إذا ما کان ضبط الشخص للمنبه ليوقظه بعد ساعات قليلة سيساعد في تحسين صحته. ويمکننا أن نۆکد لمن ينام متوسط ست ساعات ونصف الساعة يومياً أن هذه المدة کافية. ومن وجهة نظر صحية لا يوجد سبب يدعو للنوم لساعات أطول.
وهناک دراسات أخرى تۆکد أن الاستيقاظ في الليل مفيد للصحة وبخاصة القلب، فالنوم الطويل يضرّ القلب، حيث يتعرض القلب أحياناً لنقص الأکسجين نتيجة النوم الطويل، وبالتالي يقولون: إن الاستيقاظ في الليل ولو لمرة واحدة مفيد لإمداد القلب بالأکسجين الکافي وتجنب الموت المفاجئ! وسبحان الله، هذا ما أکده القرآن وهذا ما کان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام عندما کان يستيقظ من الليل فيتفکر في خلق الله ويذکر الله ويقوم الليل!
انتهای پیام
ملف المرفقات: