2/6/2015         زيارة:2507       رمز المادة:۹۳۰۴۹۳          ارسال هذه الرسالة إلى أخرى

المقالات »
بسم الله الرحمن الرحیم   ،   الإمام الخميني (قدّس سرّه) والثورة الإسلامية
الإمام والثورة 
في هذه المناسبة سأتحدث عن الإمام والثورة العملاقة والفريدة التي أرساها کالطود في هذا العالم وهذا التاريخ المعاصر. وفي الحقيقة ليس ثمة فارق فيما بين الحديث عن الإمام والحديث عن الثورة؛ فرغم أن إمامنا العظيم کان شخصية بارزة ومرموقة في جوانب متعددة؛ فلقد کان عالماً فذاً، فقيهاً له مدرسته، فيلسوفاً مرموقاً، سياسياً ومصلحاً اجتماعياً عملاقاً، وقد کان من الناحية الروحية ذا مناقب ومزايا راقية قلَّ نظريها، وهذه بأجمعها هي التي ترفع من شخصية الإمام في أنظار أهل زمانه والأزمنة اللاحقة، بيد أن شخصية إمامنا العظيم لا تنحصر في هذه الخصوصيات المرموقة ولا تقتصر على هذه الخصال، فثمة بعدٌ آخر في شخصيته عبارة عن المبادئ والخطوط الواضحة التي أرساها في هذا البلد وفي هذه المنطقة على مرأىً من شعوب العالم، وعلى أساسها أقام نظاماً سياسياً واجتماعياً وأحيا بها آمالاً کبيرة في قلوب مستضعفي العالم والأمة الإسلامية؛ فشخصية الإمام ليست بمعزلٍ عن مبادئه الأساسية، وفي الحقيقة فإن هوية ثورتنا وأصولها تشکّل الخطوط البارزة لشخصية الإمام أيضاً، وکلّما تحدثنا عن الثورة فإنما نتحدث عن الإمام في واقع الأمر. 

ميزة الثورة الإسلامية 
إن ميزة الثورة الإسلامية العملاقة، التي جعلت منها ظاهرة فريدة على مرّ القرون الأخيرة في أنظار المراقبين والخبراء، لم تکن قد شوهدت من قبلُ في أيِّ من الثورات الکبرى في العالم، لا في الثورة الفرنسية، ولا في الثورة الشيوعية السوفيتية، ولا في الثورات الصغرى التي کانت تتحرک تبعاً لهاتين الثورتين وعلى خطاهما. فعليکم أن تعرفوا أنّ دأب سياسات الهيمنة قد ترکّز ومازال على تمييع الحرکات الشعبية الناشدة للعدالة في شتى بقاع العالم في بوتقتها السياسية والثقافية، وهي في الواقع إنما تقضي على هوية هذه الحرکات؛ وهذا ما حصل في إيران أيضاً؛ فالحرکة الناشدة للعدالة التي انطلقت في إطار الحرکة الدستورية بإيران قبل مئة عامٍ کانت حرکة شعبية ودينية، فقام الخط السياسي المهيمن على العالم يومذاک ـ أي الانجليز ـ بتذويب هذه الحرکة القائمة على المبادئ الإسلامية في بوتقته السياسية والثقافية ومسخها وتحويلها إلى حرکة دستورية على الطراز الانجليزي، فکانت عاقبة ذلک أنْ آلت الحرکة الدستورية ـ وهي حرکة مناهضة للاستبداد ـ إلى قيام دکتاتورية رضا خان التي فاقت دکتاتورية القاجاريين سوءاً وشقاءً وقساوةً. 
وهکذا شأن حرکة تأميم النفط التي التحقت على أيدي القائمين عليها بليبرالية أمريکا، فأضحت النتيجة أنْ غدر الأمريکيون أنفسهم بنهضة التأميم وتواطأوا مع الإنجليز الذين کانوا يمثلون الجهة التي تقف بوجه النهضة الناشدة للعدالة في إيران، وقضوا على حرکة التأميم.. وعلى أثرها ألقت دکتاتورية محمد رضا القاسية والسوداء بظلالها الثقيلة على هذا البلد وهذا الشعب معرّضةً إيّاه للضغوط على مدى بضعٍ وثلاثين سنة. فيما صودرت الثورات الناشدة للعدالة لشعوب آسيا وأفريقيا التي دامت عشرات السنين من قبل الشيوعيين وسياسة الهيمنة للاتحاد السوفيتي السابق، وانتهت إلى الدکتاتوريات التي کانت تعمل لصالح الاتحاد السوفيتي. هذا هو المنهج المتبع عالمياً مع الحرکات الشعبية التي تنشد العدالة. 
کانت براعة إمامنا العظيم في أنه وضع إطاراً متماسکاً لهذه الثورة ولم يسمح بذوبانها في بوتقة القوى والخطوط السياسية السلطوية، فکان مغزى شعار "لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية" أو شعار "
1   |   2   |   صفحه بعد   

ملف المرفقات:
وجهة نظر الزوار

وجهة النظر الخاصة بك


امنیت اطلاعات و ارتباطات ناجی ممیزی امنیت Security Audits سنجش آسیب پذیری ها Vulnerability Assesment تست نفوذ Penetration Test امنیت منابع انسانی هک و نفوذ آموزش هک