۱۳۹۷/۵/۳۰   0:33  بازدید:1435     ارشیو خطبات نماز جمعه


05 شهرذی الحجه 1439 مطابق 17/08/2018

 


الخطبة الاولی للجمعة 26مرداد 1397ش، الموافق 5 ذی القعدة 1439ه، الموافق 17 أغسطس 2018م.

السلام علیکم جمیعا و رحمة الله و برکاته!

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم هب لنا دعاء امام زماننا الخیر و رأفته و رحمته.

أرحب جمیع الإخوة و الأخوات أبناء النبی الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم فی مسجد الامام الحسین علیه السلام. قد أتیتم من الأماکن القریبة و البعیدة فی هذا الجو الحار لإقامة صلاة الجمعة، فتقبل الله زحماتکم.

أوصینی و إیاکم الإخوة و الأخوات جمیعا بتقوی الله. و التقوی هو فعل الواجبات و ترک المحرمات.

قد ورد فی روایة عن الامام الباقر علیه السلام:

«إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدٌ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَى غَيْرِه‏» (ابن شعبه حرانى، حسن بن على‏، تحف العقول، 298)

فلو أوصیتکم بتقوی الله و لکن إخترت لنفسی طریقا آخر. فأشد الحسرات یوم القیامة لأمثالی الذین یبینون طریق الخیر للآخرین و لکن بأنفسهم لا یسیرون طریق الخیر. فالتقوی هو أن یکون لسانی و عملی متحدین.

قد ذکرت لکم فی الخطب الاولی من سبع جمعات الماضیة بعض ممیزات الاسلام بحول الله و قوته. فلو سئلنا غیر مسلم من الیهود و النصاری و غیرهم، ما هی ممیزات اسلامکم، فنستطیع أن نبین بضعة و عشرین میزة للاسلام بمساعدة الاستاذ المرحوم الشهید مرتضی المتطهری ره.

من هذه الممیزات، أن لخلق الکون هدف و غرض. و قد ذکرنا لکم ثلاثة أهداف لخلقة الکون، و هی العبودیة و التقوی و الفلاح.

و قد ذکرنا لکم احد مصادیق هذه الاهداف حول بحث الحج. فذکرنا أنّ ابن ابی العوجاء أتی الی الام الصادق علیه السلام و قال:

«إِلى‏ کَمْ تَدُوسُونَ هذَا الْبَيْدَر وَ تَلُوذُونَ بِهذَا الْحَجَرِ، وَ تَعْبُدُونَ هذَا الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ بِالطُّوبِ وَ الْمَدَرِ، وَ تُهَرْوِلُونَ حَوْلَهُ هَرْوَلَةَ الْبَعِيرِ إِذَا نَفَرَ؟ إِنَّ مَنْ فَکَّرَ فِي هذَا وَ قَدَّرَ، عَلِمَ أَنَّ هذَا فِعْلٌ أَسَّسَهُ غَيْرُ حَکِيمٍ وَ لَاذِي نَظَرٍ، فَقُلْ؛ فَإِنَّکَ رَأْسُ هذَا الْأَمْرِ وَ سَنَامُهُ، وَ أَبُوکَ أُسُّهُ وَ تَمَامُهُ ..... فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام‏: هذَا بَيْتٌ اسْتَعْبَدَ اللَّهُ بِهِ خَلْقَهُ لِيَخْتَبِرَ طَاعَتَهُمْ فِي إِتْيَانِه‏» (الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، 8/39)

فأمر الله تعالی الناس بالحج لعبادته لا لعبادة البیت. فللحج اسرار منها ابتلاء الناس و اختبارهم فی العبودیة و الطاعة.

قد ذکرت لکم سبعة من اسرار الحج عن لسان الامام السجاد علیه السلام خطابا لشبلی. الآن سأذکر لکم بضعة أخری منها.

فرجع الشبلی من الحج و جاء الی الامام السجاد زین العابدین علیه السلام فقال له الامام علیه السلام:

«وَصَلْتَ مِنًى وَ رَمَيْتَ الْجَمْرَةَ وَ حَلَقْتَ رَأْسَکَ وَ ذَبَحْتَ هَدْيَکَ وَ صَلَّيْتَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَ رَجَعْتَ إِلَى مَکَّةَ وَ طُفْتَ طَوَافَ الْإِفَاضَةِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَنَوَيْتَ عِنْدَ مَا وَصَلْتَ مِنًى وَ رَمَيْتَ الْجِمَارَ أَنَّکَ بَلَغْتَ إِلَى مَطْلَبِکِ وَ قَدْ قَضَى رَبُّکَ لَکَ کُلَّ حَاجَتِک َ قَالَ لَا قَالَ فَعِنْدَ مَا رَمَيْتَ الْجِمَارَ نَوَيْتَ أَنَّکَ رَمَيْتَ عَدُوَّکَ إِبْلِيسَ وَ غَضِبْتَهُ بِتَمَامِ حَجِّکَ النَّفِيسِ قَالَ لَا قَالَ فَعِنْدَ مَا حَلَقْتَ رَأْسَکَ نَوَيْتَ أَنَّکَ تَطَهَّرْتَ مِنَ الْأَدْنَاسِ وَ مِنْ تَبِعَةِ بَنِي آدَمَ وَ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ کَمَا وَلَدَتْکَ أُمُّکَ قَالَ لَا قَالَ فَعِنْدَ مَا صَلَّيْتَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ نَوَيْتَ أَنَّکَ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَنْبَکَ وَ لَا تَرْجُو إِلَّا رَحْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ لَا قَالَ فَعِنْدَ مَا ذَبَحْتَ هَدْيَکَ نَوَيْتَ أَنَّکَ ذَبَحْتَ حَنْجَرَةَ الطَّمَعِ بِمَا تَمَسَّکْتَ بِهِ مِنْ حَقِيقَةِ الْوَرَعِ وَ أَنَّکَ اتَّبَعْتَ سُنَّةَ إِبْرَاهِيمَ ع بِذَبْحِ وَلَدِهِ وَ ثَمَرَةِ فُؤَادِهِ وَ رَيْحَانِ قَلْبِهِ وَ حَاجَّهُ سُنَّتُهُ لِمَنْ بَعْدَهُ وَ قَرَّبَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِمَنْ خَلْفَهُ قَالَ لَا قَالَ فَعِنْدَ مَا رَجَعْتَ إِلَى مَکَّةَ وَ طُفْتَ طَوَافَ الْإِفَاضَةِ نَوَيْتَ أَنَّکَ أَفَضْتَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَ رَجَعْتَ إِلَى طَاعَتِهِ وَ تَمَسَّکْتَ بِوُدِّهِ وَ أَدَّيْتَ فَرَائِضَهُ وَ تَقَرَّبْتَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى قَالَ لَا قَالَ لَهُ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع فَمَا وَصَلْتَ مِنًى وَ لَا رَمَيْتَ الْجِمَارَ وَ لَا حَلَقْتَ رَأْسَکَ وَ لَا أَدَّيْتَ نُسُکَکَ وَ لَا صَلَّيْتَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَ لَا طُفْتَ طَوَافَ الْإِفَاضَةِ وَ لَا تَقَرَّبْت‏‏‏» (نورى، حسين بن محمد تقى‏، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل‏، 10/170-172)

ایها ابن ابی العوجاء و جمیع المادیین و الماتریالستین الذین تسخرون أحکام الاسلام، اعرفوا أنّ لحجّنا و کل أحکام اسلامنا الأخری أسرار و مصالح تبتنی علیها.

أقرء لکم بعض الآیات لتعرفوا أنّ استخفاف الحج عند الله معصیة کبیرة جدا.

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ موسی الکاظم علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ مَنْ کانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا»  فَقَالَ نَزَلَتْ فِيمَنْ سَوَّفَ الْحَجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ وَ عِنْدَهُ مَا يَحُجُّ بِهِ فَقَالَ الْعَامَ أَحُجُّ الْعَامَ أَحُجُّ حَتَّى يَمُوتَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ. (ابن بابويه، محمد بن على‏، من لا یحضره الفقیه، 2/447)

الآیة الثانیة هی «وَ أَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَني‏ إِلى‏ أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَ أَکُنْ مِنَ الصَّالِحين‏» (المنافقون، 10)

فقد ورد فی روایة عن الامام الکاظم علیه السلام: أنّ المراد من قوله تعالی «فأصدق» أداء الخمس و الزکوة و المراد من «و اکن من الصالحین» ای «أحجّ)

فکأنّه یقول: یا لیت لی فرصة لأداء الخمس و الزکوة و إتیان الحج.

الایة الثالثة من سورة الکهف، قال الله تعالی: « قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرينَ أَعْمالا الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً» (الکهف، 103-104)

سئل الامام علیه السلام من هؤلاء الذین ذکرهم الله فی هذه الآیة؟ فقال: المراد منهم الذین یسامحون فی الحج و لا یأتونه مع أنّهم استطاعوا.

قال علمائنا: أنّ فی الحجّ کبیرتان یتورط فیهما کثیر من الناس: الاولی منهما ترک الحج و عدم الإتیان به فهذا من الکبائر لأنّ الله قال:

«وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبيلاً وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمين‏» (آل عمران، 97)

و قد ورد عن أهل البیت علیهم السلام فی تفسیر «و من کفر» أنّ المراد منه «و من ترک» فعبّر الله تعالی عن ترک الحج بالکفر. (عياشى، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشی، 1/190)

الکبیرة الثانیة التی یتورط فیها کثیر من الناس، هی استخفاف الحج. مثلا استطاع و لکنه لا یحجّ و یقول سأحجّ فی السنة الآتیة فی السنة الآتیة و هکذا...

یقول المحقق المرحوم فی الشرائط: و التأخیر مع الشرائط کبیرة مهلکة. قال الامام الصادق علیه السلام:

«مَنْ مَاتَ وَ لَمْ يَحُجَّ حِجَّةَ الْإِسْلَامِ وَ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِکَ حَاجَةٌ تُجْحِفُ بِهِ أَوْ مَرَضٌ لَا يُطِيقُ مَعَهُ الْحَجَّ أَوْ سُلْطَانٌ يَمْنَعُهُ فَلْيَمُتْ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّا» (برقى، احمد بن محمد بن خالد، المحاسن، 1/88)

فأوصی أن یهتم المسلمون بالحج اهتماما شدیدا. یوجد هناک کثیرون یستطیعون أن یذهبوا للحج و لا یأتونه.

فقد ذکرت لکم بعض اسرار الحج. و یمکننا أن نستفید هذا من آیة القرآن، فقال الله تعالی:

«وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوکَ رِجالاً وَ عَلى‏ کُلِّ ضامِرٍ يَأْتينَ مِنْ کُلِّ فَجٍّ عَميق‏» (الحج، 27)

ایها الاخوة و الاخوات! تأمۤلوا تعبیر الآیة، فقال الله: أذن فی الناس بالحج «یأتوک» هذا التعبیر دقیق جدا. فأمر الله تعالی أن یأتی الناس الی النبی صلی الله علیه و آله و سلم. فالسر الحقیقی للحج هو أن یأتی الناس إلی النبی صلی الله علیه و آله و سلم و الامام المعصوم علیه السلام، و هذا قد ذکرنا لکم عن لسان الامام الباقر علیه السلام:

«إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هَذِهِ الْأَحْجَارَ فَيَطُوفُوا بِهَا ثُمَّ يَأْتُونَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ لَنَا وَ يَعْرِضُوا عَلَيْنَا نَصْرَهُمْ. » (کلينى، محمد بن يعقوب‏، الکافی، 9/246)

فلاحظوا هذا و انظروا الی السنة الستین من الهجرة. فإمام المسلمین فی ذلک العصر هو الامام الحسین علیه السلام. رأی الناس الیوم الثامن من شهر ذی الحجة من ذلک السنة أنّ الامام الحسین علیه السلام قد خرج من مکة، و مع ذلک حجوا و لم یخرجوا مع الامام علیه السلام فهم مقصرون. فالحج الذی ترکه الامام المعصوم علیه السلام فهذا معناه أن هناک ضرورة و مصلحة قد اقتضته. فوظیفة المسلمین کلهم أن یترکوا الاحج و یخرجوا مع إمام المسلمین علیه السلام. و لکن المسلمین رأوا و لم یخرجوا معه بل طافوا بالاحجار. فعلی تعبیر الامام الباقر علیه السلام: الحج الذی لیس فیه ولایة أهل البیت علیهم السلام هو حجّ الجاهلیة و لیس بحجة الاسلام.

و علی تعبیر القرآن:

«وَ ما کانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُکاءً وَ تَصْدِيَةً» (الأنفال، 35)

اللهم اغفر للمؤمنین و المؤمنات و المسلمین و المسلمات. اللهم وفقنا بالحج الابراهیمی و القرآنی.
 

الخطبة الثانیة للجمعة 26مرداد 1397ش، الموافق 5 ذی القعدة 1439ه، الموافق 17 أغسطس 2018م.

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم بلغ سلامنا الی مولانا امام زماننا و اشرکنا و ذریتنا و کل من له حق علینا فی دعاء امام زماننا الخیر.

اوصینی و ایاکم جمیعا بتقوی الله، فلا تعصوا الله.

قال الامام الباقر علیه السلام: «احْفَظِ لِسَانَک‏» (الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، 3/294)

هذا اللسان مفتاح کل خیر و شرّ. فینبغی أن یکون للسان خاتما أو قفلا کی نحافظ به علی لساننا، کما نحافظ علی الاشیاء الثمینة فی صندوق خاص بقفل أو خاتم. فنحافظ علی ما تحت لساننا.

فقال النبی الاعظم صلی الله علیه و آله و سلم:

«أفضل الصّدقة حفظ الّلسان‏» (پاينده، ابو القاسم‏، نهج الفصاحة، 231)

وجدت فی هذا الاسبوع عدة مناسبات اذکرها اختصارا. منها الیوم الخامس من شهر ذی الحجة، ذکری استشهاد الامام الخامس محمد بن جعفر الباقر علیه السلام. و منها التاسع من شهر ذی الحجة، یوم عرفة، و منها العاشر من هذا الشهر، عید الاضحی و علی التقویم الشمسی فی الاسبوع القادم، یوم الطبیب ایضا.

فأقدم تهانینا بمناسبة یوم العرفة (قال الشیخ المرحوم عباس القمی ره فی مفاتیح الجنان: أن یوم عرفة ایضا یوم عید)، و یوم العید الاضحی و یوم الطبیب.

فأقدم توضیحا مختصرا حول هذه المناسبات الاربعة.

أما یوم الطبیب فأذکر لکم حدیثا عن الامام الصادق علیه السلام. قال الامام علیه السلام:

«لَا يَسْتَغْنِي أَهْلُ کُلِّ بَلَدٍ عَنْ ثَلَاثَةٍ يَفْزَعُ إِلَيْهِمْ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُمْ وَ آخِرَتِهِمْ فَإِنْ عَدِمُوا ذَلِکَ کَانُوا هَمَجاً فَقِيهٍ عَالِمٍ وَرَعٍ (و المراد من «وَرَعٍ» أنّه لا یذنب فقط بل لا یقرب من الذنب) وَ أَمِيرٍ خَيِّرٍ مُطَاعٍ وَ طَبِيبٍ بَصِيرٍ ثِقَة» (ابن شعبه حرانى، حسن بن على‏، تحف العقول، 321)

فأقدم التهانی الی جمیع الاطباء و شرکائهم و مساعدیهم و لا سیما اطباء المستشفی المجاور مستشفی الایرانیین.

أما یوم العید، فاقول: افق شهر ذی الحجة هذا علی رأینا یختلف عن الافق علی رأی حکومة هذا البلد، فیوم عیدنا یختلف عن یوم عیدهم. فلا نقیم صلاة العید جماعة لحفظ الوحدة. و لکن اذکر لکم بعض احکام هذا العید.

صلاة العيد، هي من الصلوات الواجبة في زمن حضور المعصوم علیه السلام مع اجتماع الشرائط، ومستحبة في عصر الغيبة جماعة وفرادى، ولا يعتبر فيها العدد کما فی الجمعة ولا تباعد الجماعتين بفرسخ کما فی الجمعة، و وقت صلاة العید من من طلوع الشمس الی الزوال. و لو فاتت صلاة العید فلا قضاء لها.

و أما کیفیة أداء صلاة العید: صلاة العید رکعتان يقرأ في کل منهما الحمد وسورة، والأفضل أن يقرأ في الأولى (الأعلى) وفي الثانية (والشمس) ، من واجبات صلاة العید سبع تکبیرات فی الرکعة الاولی و خمس تکبیرات فی الرکعة الثانیة. فيکبر في الأولى ستّ تکبيرات، ويقنت بين کل تکبيرتين فهذه مع تکبیرة الاحرام یصیر سبع تکبیرات، وفي الثانية يکبّر بعد القراءة خمسا، ويقنت بين کل تکبيرتين. و یجزئ فی القنوت ما یجزئ فی قنوت سائر الصلوات فیصح أن یکتفی ب«سبحان الله» أو «اللهم صل علی محمد و آله محمد».

فمن وصل و الامام قد قنت مرة أو مرتین أو اکثر فلا بأس، یقتدی و لکنه یقنت خمس مرات بالاختصار. لکنه لو وصل و الامام فی الرکوع فلا تصح الجماعة لانّ التکبیرات و القنوت من واجبات صلاة العید و یجب أن یقرئها المصلی.

أما العرفة، فأکد العلماء علی لیلة العرفة و یومها. قال المیرزا الملکی المرحوم فی المراقبات: لا تنسوا دعاء لیلة العرفة، لأنّ فیها معارف اقسم بنفسی لو قرئها شخص مستعد فیری فیها علوما ینبغی أن یصرف عمر فی تحصیلها.

فنسئل الله بأسماء التی اذا ذکرت انفتح ابواب السماء و سُخِّر البراق لمعراج النبی صلی الله علیه و آله و سلم (بِاسْمِکَ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ الْبُرَاقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَ سَلَّمَ إِذْ قَالَ تَعَالَى سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى‏) و الاسم الذی ذکر و اصبح یعقوب بصیرا. و هکذا...الی ثلاث صفحات...

و بعد ذلک نسئل الله: يَا مُجِيبُ أَسْأَلُک‏ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَ أَخَّرْنَا وَ مَا أَسْرَرْنَا وَ مَا أَعْلَنَّا وَ مَا أَبْدَيْنَا وَ أَخْفَيْنَا ...( ابن طاووس، على بن موسى‏، اقبال الاعمال، 1/327)

هذا أحد أعمال لیلة العرفة. و کذلک زیارة الامام الحسین علیه السلام. فمن عبد لیلة العرفة فثوابه یساوی مأة و سبعین سنة. و أما یوم العرفة ففیه أعمال کثیر، منها عمل أم داؤد الذی قد عرفتم فی نصف الرجب. فلو لم یمکن الاتیان بجمیعها فنختار منها أهمها. منها: دعاء الامام الحسین علیه السلام یوم العرفة و زیارة الامام الحسین علیه السلام التی قال الشیخ المرحوم عباس القمی فیها فی مفاتیح الجنان: إنّ هذه الزیارة تساوی الف حجة و الف عمرة و الف جهاد. و المرحوم الملکی یقول: تساوی هذه الزیارة الف الف حجة و عمرة و جهاد. (و ذکر المرحوم الملکی علة تغییر هذا العدد و هی أنه ذکر فی الروایات کلاهما) و یستحب الغسل قبل هذه الزیارة،  و هناک بعض الاذکار نقرئها مأة مرة و ایضا سورة التوحید (قل هو الله احد) و التسبیحات الاربعة و الصلاة علی محمد و آل محمد.

و یوصی العلماء أن کل دعاء و حاجة تریدون فادعوا لغیرکم قبل أن تدعوا لانفسکم.

أذکر لکم روایة:

قال زَيْدٍ النَّرْسِي‏: رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ وَهْبٍ الْبَجَلِيَّ فِي الْمَوْقِفِ وَ هُوَ قَائِمٌ يَدْعُو، فَتَفَقَّدْتُ دُعَاءَهُ فَمَا رَأَيْتُهُ يَدْعُو لِنَفْسِهِ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ، وَ سَمِعْتُهُ يَعُدُّ رَجُلًا رَجُلًا مِنَ الْآفَاقِ يُسَمِّيهِمْ وَ يَدْعُو لَهُمْ حَتَّى نَفَرَ النَّاسُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ! أَصْلَحَکَ اللَّهُ لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْکَ عَجَباً، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! وَ مَا الَّذِي أَعْجَبَکَ مِمَّا رَأَيْتَ مِنِّي؟ فَقَالَ رَأَيْتُکَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِکَ وَ أَنَا أَرْمُقُکَ حَتَّى السَّاعَةِ، فَلَا أَدْرِي أَيُّ الْأَمْرَيْنِ أَعْجَبُ مَا أَخْطَأْتَ مِنْ حَظِّکَ فِي الدُّعَاءِ لِنَفْسِکَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ، أَوْ عِنَايَتُکَ وَ إِيثَارُکَ إِخْوَانَکَ عَلَى نَفْسِکَ حَتَّى تَدْعُوَ لَهُمْ فِي الْآفَاقِ؟

فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! فَلَا تُکْثِرَنَّ تَعَجُّبَکَ مِنْ ذَلِکَ؛ إِنِّي سَمِعْتُ مَوْلَايَ وَ مَوْلَاکَ وَ مَوْلَى کُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَام‏ يَقُولُ: مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، نَادَاهُ مَلَکٌ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْيَا: يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَکَ مِائَةُ أَلْفِ مِثْلِ مَا سَأَلْتَ، وَ نَادَاهُ مَلَکٌ مِنَ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَکَ مِائَتَا أَلْفِ مِثْلِ الَّذِي دَعَوْتَ، وَ کَذَلِکَ يُنَادِي مِنْ کُلِّ سَمَاءٍ تُضَاعَفُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيُنَادِيهِ مَلَکٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَکَ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ مِثْلِ الَّذِي دَعَوْتَ، فَعِنْدَ ذَلِکَ يُنَادِيهِ اللَّهُ: عَبْدِي! أَنَا اللَّهُ الْوَاسِعُ الْکَرِيمُ الَّذِي لَا يَنْفَدُ خَزَائِنِي، وَ لَا يَنْقُصُ رَحْمَتِي شَيْ‏ءٌ بَلْ وَسِعَتْ رَحْمَتِي کُلَّ شَيْ‏ءٍ لَکَ أَلْف‏ أَلْفِ مِثْلِ الَّذِي دَعَوْتَ، فَأَيُّ حَظٍّ يَا ابْنَ أَخِي! أَکْثَرُ مِنَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ أَنَا لِنَفْسِي؟ (نورى، حسين بن محمد تقى‏، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل‏، 10/28)

المناسبة الأخیرة هی ذکری استشهاد الامام الباقر علیه السلام. ایها الاخوة و الاخوات الاعزاء! اعرفوا قدر الائمة علیهم السلام و افتخروا بولایتهم. فنقرء فی الزیارة الجامعة:

«مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِکُم وَ مَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْکُمْ وَ مَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِکُم‏ »‏ (ابن بابويه، محمد بن على‏، من لا یحضره الفقیه، 2/615)

ذکر الامام الرضا علیه السلام نکتة مهمة فی نیشابور عند ذهابه الی خراسان فقال:

«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي قَالَ فَلَمَّا مَرَّتِ الرَّاحِلَةُ نَادَانَا بِشُرُوطِهَا وَ أَنَا مِنْ شُرُوطِهَا» (ابن بابويه، محمد بن على‏، التوحید، 25)

فولایة ائمة أهل البیت علیهم السلام من شروط التوحید. لا یمکن أن تقارن ائمتنا مع أحد.

حجّ هشام بن عبد الملک بن مروان سنة من السنين، و کان قد حجّ في تلک السنة محمّد بن عليّ الباقر عليهما السّلام و ابنه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السّلام، فقال جعفر بن محمّد عليهما السّلام: الحمد للّه الّذي بعث محمّدا بالحق نبيّا و أکرمنا به، فنحن صفوة اللّه على خلقه، و خيرته من عباده، فالسعيد من اتّبعنا، و الشقيّ من عادانا و خالفنا، و .... قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: فأخبر مسلمة بن عبد الملک‏ أخاه بما سمع فلم يعرض لنا حتّى انصرف إلى دمشق، و انصرفنا إلى المدينة فأنفذ بريدا إلى عامل المدينة بإشخاص أبي و إشخاصي معه، فأشخصنا.

فلمّا وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثة أيّام ثمّ أذن لنا في اليوم الرابع، فدخلنا و إذا هو قد قعد على سرير الملک، و جنده و خاصّته وقوف على أرجلهم سماطين متسلّحين، و قد نصب البرجاس حذاءه و أشياخ قومه يرمون.

فلمّا دخلنا و أبي أمامي يقدمني عليه و أنا خلفه على يد أبي فما زال يستدنينا حتّى حاذيناه و جلسنا قليلا.

فنادى أبي و قال: يا محمّد، إرم مع أشياخ قومک الغرض و إنّما أراد أن يهتک بأبي، و ظنّ أنّه يقصّر و يخطئ و لا يصيب إذا رمى، فيشتفي منه بذلک.

فقال له أبي عليه السّلام: إنّي قد کبرت عن الرمي، فإن رأيت أن تعفيني.

فقال: و حقّ من أعزّنا بدينه و بنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله لا أعفينّک، ثمّ أومأ إلى شيخ من بني أميّة أن اعطيه قوسک.

فتناول منه ذلک (أي قوس الشيخ)، ثمّ تناول منه سهما، فوضعه في‏ کبد القوس، ثمّ انتزع و رمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثم رمى فيه الثانية فشقّ فواق سهمه إلى نصله، ثمّ تابع الرمي حتّى شقّ تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، و هشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالک أن قال: أجدت يا أبا جعفر و أنت أرمى العرب و العجم! کلا، زعمت أنّک قد کبرت عن الرمي، ثمّ أدرکته ندامة على ما قال.

فقال له: ما رأيت مثل هذا الرمي قطّ مذ عقلت! و ما ظننت أنّ في الأرض أحدا يرمي مثل هذا الرمي! أين رمي جعفر من رميک؟

فقال عليه السّلام: إنّا نحن نتوارث الکمال و التمام و الدين إذ أنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله في قوله الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِيناً و الأرض لا تخلو ممّن يکمّل هذه الأمور التي يقصر عنها غيرنا.

قال عليه السّلام: فلمّا سمع ذلک من أبي تقلبت عينه اليمنى فاحولّت، و احمرّ وجهه، و کان ذلک علامة غضبه إذا غضب‏.

فاذن الهشام لهما بالخروج الی المدینة.

قال الامام الصادق علیه السلام:

خرجنا إلى بابه و إذا ميدان ببابه، و في آخر الميدان اناس قعود، عدد کثير، قال أبي: من هؤلاء؟ فقال الحجّاب: هؤلاء القسّيسون و الرهبان، و هذا عالم لهم يقعد إليهم في کلّ سنة يوما واحدا، يستفتونه فيفتيهم.

فلفّ أبي عند ذلک رأسه بفاضل ردائه، و فعلت أنا مثل فعل أبي، فأقبل نحوهم، حتّى قعد نحوهم، و قعدت وراء أبي، و رفع ذلک الخبر إلى هشام، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي، فأقبل و أقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا، و أقبل عالم النصارى، قد شدّ حاجبيه بحريرة صفراء حتّى توسّطنا، فقام إليه جميع القسّيسين و الرهبان مسلّمين عليه، فجاء إلى صدر المجلس فقعد فيه، و أحاط به أصحابه، و أبي و أنا بينهم، فأدار نظره، ثمّ قال لأبي: أمنّا، أم من هذه الامّة المرحومة؟ فقال أبي: بل من هذه الامّة المرحومة.

فقال: من أين أنت؟ من علمائها أم من جهّالها؟ فقال له أبي: لست من جهّالها. فاضطرب اضطرابا شديدا، ثمّ قال له: أسألک؟ فقال له أبي: سل.

فقال: من أين ادّعيتم أنّ أهل الجنّة يطعمون و يشربون، و لا يحدثون و لا يبولون، و ما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل؟ فقال له‏ أبي عليه السّلام: (دليل ما ندّعي من شاهد لا يجهل‏) الجنين في بطن امّه، يطعم و لا يحدث.

قال: فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا، ثمّ قال: هلّا زعمت أنّک لست من علمائها؟ فقال له أبي: و لا من جهّالها. و أصحاب هشام يسمعون ذلک... (فسئل عدة مسألة اجابه الامام الباقر علیه السلام)

قال: فصاح النصراني صيحة، ثمّ قال: بقيت مسألة واحدة، و اللّه لأسألنّک عن مسألة لا تهتدي إلى الجواب عنها أبدا.

قال له أبي: سل، فإنّک حانث في يمينک.

فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد، و ماتا في يوم واحد، عمر أحدهما خمسون سنة، و عمر الآخر مائة و خمسون سنة في دار الدنيا؟

فقال له أبي: ذلک عزير و عزرة، ولدا في يوم واحد، فلمّا بلغا مبلغ الرجال خمسة و عشرين عاما، مرّ عزير على حماره راکبا على قرية بأنطاکية، و هي خاوية على عروشها، فقال: «أنّى يحيي هذه اللّه بعد موتها» و قد کان اصطفاه و هداه. فأماته اللّه مائة عام ....ثمّ بعثه على حماره بعينه و طعامه و شرابه، فعاد إلى داره، و عزرة أخوه لا يعرفه ...... فأجاب الامام علیه السلام بکل ما سئل العالم النصرانی.

فنهض عالم النصارى عند ذلک قائما، و قام النصارى على أرجلهم، فقال لهم عالمهم: جئتموني بأعلم منّي، و أقعدتموه معکم حتّى هتکني و فضحني، و أعلم المسلمين بأنّ لهم من أحاط بعلومنا و عنده ما ليس عندنا، لا و اللّه لا کلّمتکم من رأسي کلمة واحدة، و لاقعدت لکم إن عشت سنة.

و رفع ذلک الخبر إلى هشام (بن عبد الملک، فلمّا تفرّق الناس، نهض أبي و انصرف إلى المنزل الذي کنّا فيه، فوافانا رسول هشام) بالجائزة، و أمرنا أن ننصرف إلى المدينة من ساعتنا و لا نجلس لأنّ الناس ماجوا و خاضوا فيما دار بين أبي و بين عالم النصارى.

فرکبنا دوابّنا منصرفين، و قد سبقنا بريد من عند هشام إلى عامل مدين على طريقنا إلى المدينة: إنّ ابنيّ أبي تراب الساحرين محمّد بن عليّ، و جعفر بن محمّد الکذّابين- بل هو الکذّاب لعنه اللّه- فيما يظهران من الإسلام! وردا عليّ، و لمّا صرفتهما إلى المدينة مالا إلى القسّيسين و الرهبان من کفّار النصارى، و أظهرا لهما دينهما، و مرقا من الإسلام إلى الکفر دين النصارى، و تقرّبا إليهم بالنصرانية. (طبرى آملى صغير، محمد بن جرير بن رستم‏، دلائل الإمامة، 233-240)

الآن ارید تقدیم التعزیة اختصارا بمناسبة استشهاد الامام الباقر علیه السلام.

السلام علیک یا محمد بن علی الباقر یا حجة الله علی خلقه. یا سیدنا و مولانا انا توجهنا و استشفعنا و توسلنا بک الی الله. و قدمناک  بین یدی حاجاتنا. یا وجیها عند الله اشفع لنا عند الله.

الامام الباقر علیه السلام هو الذی قد شهد ما جری فی کربلاء و هو ابن ثلاث سنین. فشاهد کل ما وقع فی کربلاء فی صغر سنّه.

نقل عن الامام السجاد علیه السلام: لما سار القوم برأس الحسین علیه السلام و نسائه و الأسری من رجاله کان رؤوس الشهداء علی الرماح فی أوساط المحامل و اطفال أهل البیت علیهم السلام کالباقر علیه السلام و الرقیة الصغیرة کانوا یرون الی رؤوس الشهداء، رأس العباس بن علی، رأس علی الاکبر، رأس الامام الحسین علیه السلام.... و برؤیتهم کانت تسیل دموئهم...

و نقل المرحوم المجلسی فی البحار عن الامام السجاد علیه السلام:

«إِنْ دَمَعَتْ مِنْ أَحَدِنَا عَيْنٌ قُرِعَ رَأْسُهُ بِالرُّمْحِ» (مجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، 45/154)

و قد ورد فی بعض المقاتل عن امام زماننا عجل الله فرجه الشریف: قد عقدوا الاسری بحبل واحد، حبل طرفه فی عنق جدنا زین العابدین، و الطرف الآخر من الحبل فی عنق عمتنا زینب سلام الله علیها.

قال الامام السجاد علیه السلام لیزید: یا یزید لو رأیک جدنا و نحن فی هذه الحالة، فکیف تجیب؟

مَا ذَا تَقُولُونَ إِذْ قَالَ النَّبِيُّ لَکُمْ

 

مَا ذَا فَعَلْتُمْ وَ أَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ

بِعِتْرَتِي وَ بِأَهْلِي عِنْدَ مُفْتَقَدِي

 

مِنْهُمْ أُسَارَى وَ مِنْهُمْ ضُرِّجُوا بِدَمٍ

(مجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، 45/136)

الا لعنة الله علی القوم الظالمین، و سیعلم الذین ظلموا ایّ منقلب ینقلبون.

اللهم عجل ظهور إمام زماننا، و ارض قلبه المقدس منا و من والدینا و من ذریتنا و من اخوتنا و اخواتنا و من معلمینا و اطبائنا و من کل من له حق علینا...، اللهم اجعل عقبانا خیرا، و احفظ ناصری امام زماننا و لا سیما قائدنا الخامنه ای، اللهم اهلک اعداء امام زماننا، و اعزّ الاسلام، و ارزقنا توفیق ادراک لیلة العرفة و یومها، و اغفر ذنوبنا الظاهرة و الخفیة بحق الامام الباقر علیه السلام، اللهم اقض حاجاتنا الدنیویة و الاخرویة، و اجعل ثواب هذا المجلس الی روح الامام الراحل و جمیع الشهداء و من بنی هذا المسجد و کل من زاحم فی بناء هذا المسجد، و قوّ ایماننا و ایمان شبابنا، و حلّ مشکلة الزواج و المسکن لشبابنا بحق ولیک.

و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.