۱۳۹۵/۱۲/۲۷   11:2  بازدید:903     أدعیة الایام


لقاء الإمام الخامنئي برئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة

 

في ختام الجلسة الثانية لدورة مجلس خبراء القيادة الخامسة، التقى صباح اليوم الخميس 9/3/2017م رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية بقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي.
وفي بداية کلمته أکد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تعميق وتحسين نوعية أنشطة مجلس الخبراء، وخلال إشارته إلى أمر الإمام علي (عليه السلام) لمالک الأشتر قال سماحته: في هذا المقطع من أمر أمير المؤمنين يؤکد عليه السلام على أن المسؤولين ينبغي عليهم امتلاک حجة ودليل لقيامهم بأي عمل أو نطقهم بأي کلمة أو حتى سکوتهم يمکنهم من خلالها الإجابة أمام الله والناس.
وأضاف سماحته: في کلام الإمام أمير المؤمنين تم الإشارة بشکل واضح إلى أن طريقة تعامل المسؤولين يجب أن تکون دافعاً لثقة ومحبة الناس لهم، ويجب أن تکون نتائج عملهم ملموسة على الأرض وقابلة للمشاهدة فضلاً عن وجوب امتلاکهم الحجة القاطعة أمام الله والناس.
وتعرض قائد الثورة الإسلامية خلال کلمته لوضع الاستثمارات الأجنبية بالذکر، حيث اعتبر سماحته جذب هذه الاستثمارات مبادرة إيجابية وقال سماحته: حتى الآن نُفِّذ مقدار ضئيل من الاتفاقيات المبرمة مع الدول الأجنبية، ولذلک لا ينبغي الجلوس وتعليق الآمال على هذه الاستثمارات وإنما يتوجب علينا أن نقوم نحن بالتصدي للقيام بکل عمل يمکننا القيام به.
ورأى الإمام الخامنئي في الاقتصاد المقاوم بما يتسم به من أسس فکرية ونظرية قوية، السبيل الوحيد لمعالجة مشاکل البلاد، لا بُدَّ من تطبيقه وتنفيذه، حيث قال سماحته: يجب أن يرى الناس آثار الاقتصاد المقاوم في حياتهم؛ الأمر الذي لم يتحقق بعد.
وفي إشارة منه إلى مزايا الاقتصاد المقاوم وفوائده قال السيد الخامنئي: لو کانت قد أُنجزت الأعمال الضرورية المتعلقة بموضوع الاقتصاد المقاوم، لکُّنا شهدنا اليوم اختلافاً ملموساً في أوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية.
ولفت الإمام الخامنئي إلى ضرورة أن يرى الناس نتائج برامج وخطط الحکومة على أرض الواقع بقوله: قلت لرئيس الجمهورية المحترم أيضاً أن عرض المؤشرات العامة أمرٌ جيد –طبعاً إن کانت الإحصائيات دقيقة وغير قابلة للطعن- ولکنها على أي حال لا تترک أثرها في حياة الناس على المدى القريب والمتوسط.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: إن شکاوى الناس تصل إلينا، ويجب علينا أن نتعامل مع قضايا مثل الإنتاج، توفير فرص العمل، القضاء على الرکود وغيرها بطريقة يشعر من خلالها الناس بتأثيرها في حياتهم بشکل واضح، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.
کما أکد سماحة الإمام الخامنئي على وجوب الإحساس بالمسؤولية بقوله: إذا لم يکن لدينا الإحساس بالمسؤولية فإننا خرجنا عن إطار الإسلام، إننا نتحمل مسؤولية کبرى تجاه القضايا الثقافية ومعيشة الناس، ولو أنّ شاباً مؤمناً واحداً انحرف عن الجادة بسبب أدائنا لا قدّر الله ، فمسؤولية هذه الأمر تقع على عاتقنا.
وتابع الإمام الخامنئي: لو کان الشعور بالمسؤولية لدى المسؤولين يدفعهم دوماً للعمل والسعي والجهاد، لدلَّ ذلک على أنهم يسيرون وفقاً للخطوط الأساسية للحکومة الإسلامية، أما لو کان طريقنا يدلُّ على خلاف ذلک، فلنعلم أننا خرجنا عن أطر الحکومة الإسلامية.
وفي جزء آخر من کلمته اعتبر السيد القائد "تحقق الأحکام الإسلامية ولو بشکل تدريجي"، "عدم التراجع عن مسير إجراء الأحکام الإسلامية"، "محاربة الإستکبار العالمي ومواجهة الاستبداد الدولي والتصدي لطلب تفوق الکافرين على المؤمنين" أحد أهم ثوابت النظام الإسلامي الغير قابلة للتشکيک.
وتابع الإمام الخامنئي کلمته بتأکيده على أن المواجهة لا تعني المواجهة العسکرية فقط بل إنها تتعداها لتشمل أبعاد وأشکال مختلفة منها الثقافية والفکرية والسياسية والأمنية.
وأضاف سماحته: على الرغم من الهجمة المتواصلة التي تشنها القوى الکبرى والإمبراطوريات الإعلامية الصهيونية، فقد تقدم الشعب الإيراني بعد انتصار الثورة الإسلامية في جميع المجالات... حتى أننا تقدمنا في المجال الثقافي والذي أُکن له أهمية وقلقاً کبيرين، وشباب اليوم مستعدون للدفاع والتضحية في جميع الميادين أکثر بکثير من الشباب في بداية الثورة.
کما تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى أهم أسس النظام الإسلامي بقوله: "الشعبية والإتکال على الشعب"، "النزوع إلى العدالة"، "الوقوف في وجه الظلم والفساد"، "الثقة بالنفس والعزة الوطنية"، "الإحساس بالسيادة الثقافية" و"عدم الخضوع للثقافة الأجنبية" هي إحدى أهم أسس ومبادئ النظام الإسلامي وفي المجال الثقافي علينا أن لا نشعر بالضغف وأن لا نتراجع وإنما علينا أن نشعر دائماً بالتفوق الثقافي.
واعتبر سماحته سعي النظام الإسلامي لإقرار الإسلام المحمدي الأصيل وحرکة الشعب الجهادية العظيمة لتحقيق المبادئ، هو سر عداء المستکبرين العميق والشامل للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال سماحته: إنهم لايعارضون حکومة علماء الدين التي تطبق ظاهر الأحکام الإسلامية ما دامت لاتصطدم مع مصالحهم ولهذا السبب نجد أنهم يقيمون علاقات حسنة مع بعض الدول التي تتميز بهذه الخصوصيات.
ورأى قائد الثورة الإسلامية في نجاة البلاد من التبعية للقوى المستکبرة وسد الطريق عليهم لسوء استغلالها واحدة من ثمار التطبيق التدريجي للإسلام الأصيل في إيران مشيراً إلى أنه لو قمنا الآن کما فعل نظام الشاه بالسماح للأمريکيين بالتدخل في جميع شوؤن إيران واعتمدنا عليهم فإننا لن نجد عقب ذلک مشکلة بإسم "الجمهورية الإسلامية".
کما تطرق السيد الخامنئي إلى وجود عدة مستويات للعداوة التي تکنها جبهة المتغطرسين للجمهورية الإسلامية مشيراً إلى أن عداء أمريکا والکيان الصهيوني هو عداء حاد وعملي ولکن البعض الآخر وحفاظاً على مصالحهم لا يظهرون عداءهم هذا بشکل واضح وصريح.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الاستناد إلى معلومات موثوقة، القضايا الأمنية والسياسية، ممارسة الضغط الاقتصادي الشديد والهجوم الشامل الخفي في المجال الثقافي من المحاور الرئيسية لمشاريع وعمليات جبهة الأعداء، قائلاً: إن الهدف الرئيس لهؤلاء هو جعل الشعب ييأس من النظام الإسلامي وسلب المسؤولين هذه الرکيزة الاساسية في الوقوف في وجه العدو.
وأکد قائد الثورة الإسلامية في کلمته على ضرورة امتلاک الحالة الهجومية في مواجهة الغرب في جميع المجالات بما فيها حقوق الإنسان والإرهاب وجرائم الحرب.
ووجه الإمام الخامنئي انتقاده إلى النظام الأمريکي بقوله: الأمريکيون الذين تربطهم علاقات صداقة وتعاون مع أکثر أنظمة المنطقة خباثة ولاإنسانية والذين أطلقوا هذه الفضيحة الکبرى خلال انتخاباتهم الرئاسية الأخيرة، يقومون بمهاجمة انتخابات الشعب الإيراني.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية العمق الإستراتيجي الواسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط أهم انجازات العقود الأربعة الماضية وأضاف سماحته: مناصرة الشعوب للنظام الإسلامي تمثل نقطة ارتکاز منيعة لنا، وهذه الحقيقة أثارت ثائرة الأمريکيين ودفعتهم للبحث عن سبيل لمواجهة نفوذ إيران المتزايد.