۱۳۹۳/۱۲/۲۹
2:35
بازدید:1664
أدعیة الایام
بسم الله الرحمن الرحیم
مناقب فاطمة الزهراء سلام الله عليها |
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على أشرف الخلق والمبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
فبل أن نتوقف عند سيرة فاطمة الزهراء (ع) کان من المناسب أن نستعرض بعض فضائلها ومناقبها مما ورد في کتب الفريقين السنة والشيعة، لما في ذلک من معرفة منزلتها من الله عز وجل ورسوله (ص) وأهل بيته (ع)، ومن التأثير في فهم بعض المعاني العميقة في مواقفها واکتشاف شيء من الخلفيات التي منها تصدر أقوالها وأفعالها، وتلک المعاني والخلفيات هي التي تميزها عن غيرها.
وقد رأيت أن أورد في هذه الحلقة بعض مناقبها التي اعترف کبار علماء أهل السنة بصحتها، وقد استعنت بثلاثة مصادر فقط وهي المستدرک على الصحيحين بتصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبدالله الحاکم النيشابوري والحافظ شمس الدين الذهبي، ومجمع الزوائد بتصحيح الحافظ علي بن أبي بکر الهيثمي، وسنن الترمذي للحافظ محمد بن عيسى الترمذي وبتصحيح محمد ناصر الدين الألباني.
أشبه الناس برسول الله (ص)
رسول الله (ص) هو أفضل الخلق أجمعين، وعندما يکون أحد من المخلوقين هو أشبههم برسول اللهفي صفاته وأخلاقه فهو يلازم تميزه وتفوقه على الآخرين في الکمال، وقد اعترفت عائشة بذلک في الحديث الذي رواه الترمذي عنها حيث قالت:
«ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله(ص)» . (صحيح سنن الترمذي ج3 ص571 ح3872)
والسمت: الهيئة ، والدل: حالة السکينة وحسن السيرة، وهو قريب المعنى من الهدي.
ورواه الحاکم النيشابوري عن عائشة أيضا قالت:
"ما رأيت أحدا کان أشبه کلاما وحديثا من فاطمة برسول الله (ص) ".
قال الحاکم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (المستدرک ج3 ص154، وص167 الحديث 4732/330من الطبعة المحققة من قبل: مصطفى عبد القادر عطا، والمطبوعة في دار الکتب العلمية – بيروت)
وقال الذهبي: بل صحيح. (أي من دون أن يکون حائزا على شرط الشيخين البخاري ومسلم)
فالحديثان يثبتان أن الزهراء (ع) کانت أشبه الناس في هيئتها وسيرتها وتصرفاتها برسول الله، والقيام والقعود عبارة عن کناية فيما يرتبط بعموم التصرفات، ويشهد لذلک أن الحديث الثاني للحاکم النيشابوري أشار إلى کلامها وحديثها.
إجلال رسول الله (ص) إياها
وتتمة لحديث عائشة السابق، تقول:
"وکانت إذا دخلت على النبي (ص) قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وکان النبي (ص) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها". (صحيح سنن الترمذي ج3 ص571)
وفي الحديث الذي صححه الحاکم على شرط الشيخين وقبل الذهبي تصحيحه ولکن من دون أن يکون على شرط الشيخين عن عائشة:
"وکانت إذا دخلت عليه رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه". (المستدرک على الصحيحين ج3 ص154)
وفي حديث آخر رواه الحاکم النيشابوري وصححه على شرط الشيخين عن عائشة قريبا منه، قالت:
"وکانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها، وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه، وکانت هي إذا دخل عليها رسول الله (ص) قامت إليه مستقبلة وقبلت يده". (المستدرک ج3 ص160)
وهذا المستوى من الحب والتوقير والإجلال العملي لا يجد المرء أن أي امرأة من المسلمين فعلته مع النبي (ص) ولا فعله النبي (ص) مع أي امرأة من نسائه أو أرحامه، مما ينبئ عن تفرد الزهراء (ع) بالمنزلة الخاصة عند الله تبارک وتعالى، إذ النبي (ص) لا ينطق ولا يفعل عن الهوى.
شوقها إلى رسول الله (ص)
روى الترمذي بسنده عن عائشة قالت:
"فلما مرض النبي (ص) دخلت فاطمة فأکبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبکت، ثم أکبت عليه ثم رفعت رأسها فضحکت، فقلت: إن کنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فإذا هي من النساء". (صحيح سنن الترمذي ج3 ص571)
وهذا القول يصدر من عائشة لعدم معرفتها بمقام الزهراء (ع) وعدم معرفتها أيضا بسر هذا التفاوت في الموقف بين البکاء والضحک في لحظات متقاربة، وأنه عين العقل، وهل يعرف العقل إلا من خلالها عليها السلام؟!
والروايات المتعددة بما فيها رواية الترمذي عن عائشة تذکر أن عائشة طلبت من الزهراء (ع) أن تبوح بما أسره النبي (ص) لها مما جعلها تبکي ثم تضحک، ولکن الزهراء (ع) امتنعت عن ذلک، ثم لما توفي النبي (ص) أفصحت عن السر وبينت أنها لو أفصحت عن ذلک في ذلک الوقت فإنها ستکون بذرة، والبذرة هي الکثيرة الکلام التي لا تتحکم في کلامها فتفشي السر، وعدم إفشاء السر من علامات العقل بخلاف ما توهمته عائشة.
الملفت في هذه الروايات أن الزهراء (ع) عندما أفشت السر في موعده المطلوب قالت:
«أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبکيت، ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به، فذاک حين ضحکت». (صحيح سنن الترمذي ج3 ص571)
إنه مستوى من العلاقة والحب لأفضل الخلق قل نظيره بحيث يتحول الحزن على الفراق بموت النبي (ص) إلى فرح باللقاء، وهذا الشوق إلى الموت للقاء النبي (ص) لا يکاد يراه المرء إلا في حالات نادرة جدا لا تعدو أهل البيت (ع)، وقد عقد الأربلي في کشف الغمة مقارنة بين الروايات التي تثبت عدم رغبة کثير من الأنبياء (ع) بالموت ورغبة الزهراء (ع) فيه مع أنها في ريعان شبابها، فعلى روايات أهل السنة توقيت ولها من العمر 28 عاما، وعلى روايات الشيعة الإمامية توفيت ولها من العمر 18 عاما. (کشف الغمة ج2 ص81)
سيدة نساء أهل الجنة
روى الحاکم النيشابوري بسنده عن حذيفة، عن رسول الله (ص) أنه قال:
«نزل ملک من السماء فاستأذن الله أن يسلم علي لم ينزل قبلها (وفي عدم نزول هذا الملک من قبل على رسول الله يدل على أن المخبر به أمر عظيم ومهم)، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة».
ثم قال الحاکم: تابعه أبو مري الأنصاري عن المنهال، ثم أورد إسنادا آخر للحديث السابق، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وعلق الذهبي على السند الأول منهما: صحيح. (المستدرک على الصحيحين ج3 ص151، وص164 من طبعة دار الکتب العلمية ح4721/319)
وکون الزهراء (ع) سيدة نساء أهل الجنة يلازم سيداتها على نساء الدنيا وأنها أفضلهن، لأن سيادة الجنة لاتکون إلا بموجبات التقدم والتفاضل في العلم والعمل في دار الدنيا لأن حال الإنسان في الدار الآخرة تبع لحاله في عالم الدنيا.
ويؤکد هذا الأمر أن ابن حجر العسقلاني قد اعترف بأن إخبار النبي (ص) للزهراء (ص) بأنها سيدة نساء أهل الجنة قد صدر منه في مرض وفاته (ص)، فقد قال:
"ولأبي داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاکم من طريق عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: "ما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا ودلا برسول الله (ص) بقيامها وقعودها من فاطمة، وکانت إذا دخلت على النبي (ص) قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وکان إذا دخل عليها فعلت ذلک، فلما مرض دخلت عليه فأکبت عليه تقبله، واتفقت الروايتان على أن الذي سارها به أولا فبکت هو إعلامه إياها بأنه ميت من مرضه ذلک، واختلفا فيما سارها به ثانيا فضحکت، ففي رواية عروة أنه إخباره إياها بأنها أول أهله لحوقا به، وفي رواية مسروق أنه إخباره إياها بأنها سيدة نساء أهل الجنة، وجعل کونها أول أهلها لحوقا به مضموما إلى الأول، وهو الراجح، فإن حديث مسروق يشتمل على زيادات ليست في حديث عروة، وهو من الثقات الضابطين". (فتح الباري ج8 ص103)
وهناک أحاديث معتبرة أخرى تؤکد أنها قال لها في نفس مرضه عبارات تفيد أنها سيدة نساء الأمة وسيدة نساء العالمين، فقد روى الحاکم عن عائشة أن النبي (ص) قال وهو في مرضه الذي توفي فيه:
«يا فاطمة ألا ترضين أن تکوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء الأمة وسيدة نساء المؤمنين».
قال الحاکم: هذا إسناد صحيح ولم يخرجاه هکذا.
واعترف الذهبي في التلخيص بصحته. (المستدرک على الصحيحين ج3 ص156، وص170 من طبعة دار الکتب العلمية ح4740أ / 338 أ )
وروى الطبراني عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال:
«إن ملکا من السماء لم يکن زارني فاستأذن الله في زيارتي، فبشرني أو أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي».
قال الهيثمي:
"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مروان الذهلي، ووثقه ابن حبان". (مجمع الزوائد ج9 ص201)
وهذا يعني تفوقها على جميع النساء من الأولين والآخرين بما فيهم مريم (ع) إذ الحديث لم يستثن أحدا من النساء، وما جاء من أحاديث مدسوسة تستثني أفضلية الزهراء (ع) على غيرها فهي من المجعولات التي أريد منها التنقيص من مقام أهل البيت (ع)، وکم له من نظائر!!!
والملاحظ في الحديث المروي في المستدرک أن کلام النبي (ص) بسيادتها صدر في حال وفاته، وهذا يعني أننا لو قبلنا جدلا ببعض الأحاديث التي کانت تفضل غير الزهراء (ع) على بقية النساء فإن هذا الحديث يلغي تلک الأحاديث ويثبت أن الزهراء (ع) قد طوت في مدارج الکمال من الفضل ما تفوقت فيه على غيرها من النساء.
أحب النساء إلى رسول الله (ص)
ومما يؤکد أفضليتها على بقية النساء ويشکک في بعض الروايات التي تحاول تفضيل عائشة عليها، إقرار عائشة بأن الزهراء (ع) هي أحب النساء إلى النبي (ص)، فقد روى أحمد وأبو داود عن النعمان بن بشير قال:
"استأذن أبو بکر على رسول الله (ص) فسمع صوت عائشة عاليا، وهي تقول: والله لقد عرفت أن عليا وفاطمة أحب إليک مني ومن أبي مرتين أو ثلاثا، فاستأذن أبو بکر فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة، لا أسمعک ترفعين صوتک على رسول الله (ص).
قال الهيثمي: رواه أبو داود غير ذکر علي وفاطمة، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. (مجمع الزوائد ج9 ص201)
وهناک رواية أخرى عن بعض الصحابة تؤکد المضمون الذي أقرت به عائشة، فقد روى الحاکم بسنده، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: کان أحب النساء إلى رسول الله فاطمة، ومن الرجال علي.
قال الحاکم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الذهبي في التلخيص: صحيح. (المستدرک على الصحيحين ج3 ص155، وص168 من طبعة دار الکتب العلمية)
غضب الله عز وجل لغضب فاطمة (ع)
روى الطبراني بسنده عن أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله (ص):
«إن الله يغضب لغضبک ويرضى لرضاک».
قال الهيثمي: وإسناده حسن. (مجمع الزوائد ج9 ص203)
ليس من السهل أن يکون غضب الإنسان ورضاه تابعين لغضب الله عز وجل ورضاه، ولکن لا يبلغ مقام أن يکون غضب الله عز وجل ورضاه مرتبطا بغضبه ورضاه سوى من بلغ مقام العصمة والتنزه عن الخطأ والمعصية، ومن ثم فإن هذا الحديث يبين أحقية الزهراء (ع) في نزاعها مع أبي بکر في أمر فدک، فلم تکن لتغضب لهوى أو ميل نفساني، بل کان غضبها في ذلک النزاع لله عز وجل.
ويکفي أيضا في إثبات أحقيتها فيما تنازعت فيه مع أبي بکر في أمر فک أو حق أمير المؤمنين (ع) في الخلافة اعتراف ابنة أبي بکر عائشة حين قالت:
"ما رأيت أحدا کان أصدق لهجة منها إلا أن يکون الذي ولدها".
قال الحاکم النيشابوري: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقال الذهبي في التلخيص: على شرط مسلم. (المستدرک على الصحيحين ج3 ص160، وص175 من طبعة دار الکتب العلمية)
وروى الطبراني وأبو يعلى الموصلي بإسنادهما عن عائشة قالت:
"ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها"، وقالت: وکان بينهما شيء، فقالت: يا رسول الله، سلها فإنها لا تکذب".
قال الهيثمي:
"رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى، إلا أنها قالت: ما رأيت أحدا أصدق من فاطمة، ورجالهما رجال الصحيح". (مجمع الزوائد ج9 ص201)
وأکتفي بهذا المقدار من ذکر بعض مناقبها فيما جاء في الروايات المعتبرة في کتب أهل السنة، وصلىالله على محمد وآله الطاهرين.
انتهای پیام |
|