۱۳۹۳/۱۰/۹   9:51  بازدید:981     المقالات

بسم الله الرحمن الرحیم
الشباب ومتغيرات العالم

 


 

جوان

 

يمر المجتمع  بتحولات عميقة وتغيرات سريعة شملت مختلف جوانب الحـياة الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وهي تحولات فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة المتغيرة بأدواتها الجديدة والحديثة.

وأکثر الشرائح الاجتماعية تأثراً بما يجري من تحولات وتغيرات هي شريحة الشباب باعتبارها الشريحة الأکثر تفاعلاً مع قضايا التحديث والتجديد والعصرنة التي باتت تهب على کافة المجتمعات البشرية .

وفي ظل المتغيرات المتسارعة في مجتمعاتنا يشعر الکثير من الشباب بالقلق والخوف من المستقبل نظراً لوجود معوقات تحول دون الوصول لتطلعاتهم وطموحاتهم وأهدافهم في الحياة .

ومن هنا ، يأتي أهمية وعي الشباب بتلک المعوقات والعمل على تجاوزها في سبيل الوصول إلى التطلعات والطموحات الکبيرة التي ينشدها الشباب.

الشباب وأدوات العولمة :

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة طفرات استثنائية في قدرة التکنولوجيا الحديثة على جعل المعلومات تتدفق بسرعة هائلة بما لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية ؛ حيث القنوات الفضائية وما تبثه من أفکار وثقافات للشعوب المختلفة ، کما أن شبکة الإنترنت العالمية جعلت الوصول للمعلومات والمعرفة لا يحتاج لأکثر من لمسة زر، وما يستتبع ذلک من الاطلاع على ثقافات ومعلومات وعادات وسلوکيات جديدة لم يعرفها شبابنا من قبل ، إن هذا العصر – بحق -. هو عصر الإعلام والاتصال.

والکمبيوتر والإنترنت والقنوات الفضائية ما هي إلا أدوات للعولمة التي تبشر بها الحضارة المادية في القرن الواحد والعشرين. وجيل الشباب هو الأکثر تفاعلاً مع هذه الأدوات وتأثراً بها ، ولا يستطيع أحد أن ينکر تأثيرها على الأجيال الشابة .

وبالفعل نحن نلاحظ تغيرات کثيرة يعيشها شبابنا بفعل التفاعل والتواصل مع أدوات العولمة وما تبثه من أفکار وقيم وعادات جديدة. هذا التحول الذي فرضه تطور التکنولوجيا عالية التقنية قد أثر في نظرة الشباب للمستقبل. وهو ما يجب أن يؤثر أيضا في تعاطي القادة وأهل العلم والفکر مع جيل الشباب ؛ حيث يجب أخذ المتغيرات الجديدة في بلورة رؤية جديدة للتعامل مع الشباب. وإلا فسيکون الفشل حليف أية رؤية مرتکزة على فکر وأدوات الماضي، إذ لايمکن التعامل مع جيل الشباب إلا بأدوات الحاضر وبثقافة حية وفاعلة، وبرؤية دينية تؤصل لقضايا العصر، وتجيب على تساؤلاته.

گل

 

نحو أفق جديد:

ونظراً للمتغيرات التي أشرنا إليها لابد من العمل على إيجاد آفاق جديدة، واستراتيجية جديدة، قائمة على موازنة الثوابت والمتغيرات ، واستشراف آفاق المستقبل، وفتح الفرض أمام الشباب للعمل والعطاء والفاعلية؛ وإلا تحول الشباب إلى معاول هدم ضد أنفسهم ومجتمعاتهم.

إن الکثير من الأمور في مجتمعاتنا العربية بحاجة إلى تغيير وتطوير وتجديد؛ ومن تلک الأمور التي تحتاج إلى أفق جديد، ونظرة جديدة ، ما يرتبط بقضايا التعليم والتربية فما زالت مناهج التعليم تنتمي لحقبة ما قبل عصر المعلومات والاتصال، وهي لم تعد صالحة -في جوانب منها على الأقل- حتى لسوق العمل مما يؤدي بالمتخرجين حديثاً من الجامعات للالتحاق بقطار البطالة.

وفيما يرتبط بقضايا الإعلام لازلنا نعاني من غياب قنوات فضائية ملتزمة ومؤثرة في عقول الشباب باستثناء بعض المبادرات التي لاتقارن بحجم التطور الهائل للقنوات الفضائية غير الملتزمة. وهو ما يلقي المسؤولية على أصحاب الأموال لتبني وتأسيس قنوات فضائية ملتزمة وموجهة للشباب.

وفيما يرتبط بالخطاب الديني الموجه للشباب لازال يعاني من ثغرات في المحتوى والصياغة فضلاً عن أن بعضه لازال يکرر مقولات الماضي وکأنه لا يعيش واقع المتغيرات المؤثرة في کل شيء من حياتنا.

وفيما يرتبط بمشکلات الشباب لازال الکثير منها من غير حل خصوصاً فيما يرتبط بفرص العمل والتوظيف، وما ينتج عن ذلک من مشاکل نفسية واجتماعية.

وتبقى قائمة ما يجب أن يعاد فيه النظر تحتوي على أشياء کثيرة... وهو ما يجب أن يؤسس -إذا ما أردنا أن نفتش عن حلول لمشاکل الشباب- لاستراتيجية جديدة قائمة على معرفة المتغيرات ، وفهم سيکولوجية الشباب، والعمل بسرعة نحو استثمار طاقات الشباب وإمکانياتهم ، وتوسيع دورهم في صناعة المستقبل ، وفتح المجال لهم للمشارکة في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإلا تحول الشباب إلى جيل متمرد ضد کل شيء!

اعملوا لمستقبلکم:

أما مسؤولية الشباب تجاه أنفسهم فيتطلب من کل شاب أن يعمل بجد واجتهاد من أجل مستقبله ومستقبل أمته ، ويستلزم ذلک تأهيل الذات علمياً وعملياً، واکتساب المهارات الجديدة ، والالتحاق بالتخصصات العلمية المتطورة ، وعدم التوقف عن کسب العلم والمعرفة، فلا مکان اليوم لمن ليس لديه مؤهلات علمية راقية.

کما أن من المهم لکل شاب أن يفهم الحاضر ، ويستوعب آفاق المستقبل، ويعمل من أجل ذلک المستقبل؛ وإلا فان مستقبله لن يکون مضموناً.

ومشکلة بعض الشباب أنهم لا يفکرون إلا في اللحظة الراهنة، ولا ينظرون إلى المستقبل وتداعياته، إلا عندما برون أنهم غير قادرين على تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.

إن من يريد أن يحقق أهدافه عليه العمل من الآن للمستقبل، وإلا فإنه سيکون خارج ذلک المستقبل... وعندئذ لن ينفعه الندم!


انتهای پیام