(الانتظار الذي کثرت التوصية به والحديث عنه, لم نسمع به على مستوى لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم او على لسان واسطة الفيض علي عليه السلام اللذين لقبا نفسيهما بـ(ابوي هذه الامة) فحسب, بل سمعناه من کل المعصومين عليهم السلام الذين الفنا حديثهم, حيث اوقفونا على ضرورة واهمية الانتظار.
فما هي وظائفنا في هذا المقطع الزمني؟ وکيف نعد انفسنا لاستقبال هذا الضيف العزيز الذي ننتظره؟
للاجابة على ذلک.. وفي سبيل توضيح قضية الانتظار وجعلها اکثر شفافية, نعرض لعناوين هي کالتالي:-
1-حقيقة الانتظار:
فالانتظار لا يعني الانزواء والتحرز عن معاشرة الناس, وليس هو رفض الطواغيت والاعتراض عليهم فقط, بل هو سلوک وعمل مقدام, ومن هنا عبر عنه في لسان الروايات بأنه افضل واحب الاعمال.
2-ضرورة الانتظار:
حيث بلغ الاعتقاد بظهور المصلح الاکبر والتأهب والاستعداد لنهضة عالمية کبرى درجة من الاهمية اعتبر فيها الائمة عليهم السلام الانتظار نوعا من الاستراتيجية التاريخية الهامة والحساسة في هذه البرهة الزمنية, وان الحياة الواقعية للشيعة رهينة تلک المرحلة الخطيرة.
3-أبعاد الانتظار:
ان الرسالات العظمى والامور الخطيرة بحاجة الى ثوابت وقواعد راسخة, کما انها بحاجة الى تهيؤ واستعداد مسبقين, وان لهذا التهيؤ حدودا وابعادا ينبغي للانسان ان يحسب لکل منها حسابا خاصا.
4-آداب الانتظار:
ان لا يکون منتظر ظهور الامام عليه السلام لا اباليا, بل لا بد ان ينعکس ذلک (الانتظار) على سلوکه وجميع حالاته, وان عليه ان يحاول تحقيق تلک الاداب عمليا .
5-آثار الانتظار:
الانتظار والتهيؤ يستتبعان الصبر في مواجهة المشاکل, والذکر قبال الفتن, والبصيرة عند الشبهات.
6-انتهاء امد الانتظار:
واخيرا ينتهي امد الانتظار ويطلع الفجر ويزول الظلام. (وذلک بظهوره عليه السلام ليملأ الارض عدلا وقسطا).
مجيد الحيدري
|