نعم , إن فاطمة الزهراء (ع) کانت المثل العليا لکافة الصفات الحسنة والمکرمات الأخلاقية کما تصرح بها نصوص الحديث والتاريخ والسيرة .
وأما في موضوع السؤال , فان الروايات المتضافرة دالة على أن النبي (ص) قد منحها وعلمها التسبيحة التي نسبت فيما بعد إليها , بدلاً من الاستعانة بخادمة في البيت (البحار 85/336) .
وأما ما جاء من وجود خادمة لها (ع) اسمها فضة , فهذا قد حدث متأخراً بعد ما تحسن وضع المسلمين نوعاً ما بسبب کثرة الفتوحات والغنائم , فأتحفها الرسول (ص) فضّة لتستعين بها على بعض الأشغال في البيت حتى تفرغ لعبادتها أکثر .
ثم هناک نقطة هامة يجب الانتباه اليها ـ وهي مطردة في حياة المعصومين (ع) جميعاً ـ وهي أنهم کانوا يربون أشخاصاً في بيوتهم تحت عنوان الخادم والغلام والعبد والامة وغيرها , وهؤلاء بدورهم کانوا يبثون علوم ومعارف أهل البيت (ع) بين الناس , وهذا ما نشاهده في بعض الاحاديث المذکورة والکلمات المنقولة عن فضة مثلاً .
وعليه , فتواجد الخادمة في بيت فاطمة (ع) قد کانت من أجل تربيتها وتثقيفها أولاً وبالذات , کما حدث کذلک .
انتهای پیام |